خرجت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عن صمتها تجاه الانتقادات التي رافقت لقاءات الوزير سعيد أمزازي بنظيرة الكوري خلال الأسبوع الماضي، معتبرة أن اللقاءات الأخيرة لم يكن هدفها استيراد نموذج التدريس الكوري. وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أصدرته اليوم الخميس، أن اللقاء الذي أجراه أمزازي مع نظيره بكوريا الجنوبية، لم يكن الهدف منه "استيراد" المغرب النموذج التعليمي بكوريا الجنوبية، إذ من البديهي تماما أن أي نظام تعليمي، مهما كان جيدا، لا يمكن نقله من بلد إلى آخر، نظرا للخصوصية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لكل دولة وانتظاراتها الخاصة في مجال التربية. واعتبرت وزارة أمزازي أن التعليم الكوري الجنوبي من أفضل النظم التعليمية في العالم، ويحقق طلابه باستمرار نتائج باهرة في التقييمات الدولية التي تقيس الأداء الأكاديمي، مثل تقييم TIMSS أو تقييم PISA، ومع ذلك، دعت وزارة أمزازي إلى ضرورة مراعاة السياق الاجتماعي والثقافي المتميز الذي ينمو فيه التلاميذ. وقالت وزارة التربية الوطنية المغربية إن سكان كوريا الجنوبية، لديهم قيمة "العمل" مترسخة في جينات المواطنين الذين لا يتصورون النجاح إلا من خلال دبلوم ومهنة، ويقدمون تضحيات شخصية ومالية هائلة لمواكبة تعليم أبنائه،؛ وهذا النموذج يسائل المغرب الذي يتعين عليه بذل كل ما في وسعه لتعبئة الأسر المغربية حول تعليم أبنائها لجعله أولوية قصوى وبطبيعة الحال، يجب علينا القيام، على غرار كوريا الجنوبية، باستثمار الموارد المادية والبشرية اللازمة لرفع مستوى المدرسة المغربية. كما اعتبرت وزارة أمزازي أن بكوريا الجنوبية، يتم اختيار الطلاب المتوجهين لمهن التعليم من بين نخبة الحاصلين على البكالوريا، مؤكدة أن الزيارة لكوريا الجنوبية شكلت فرصة لاكتشاف مفاتيح نجاح نظام تعليمي يعد نموذجا عالميا، وذلك من أجل الاستفادة من الأفكار والإجراءات التي يمكن، في حالة تنزيلها في السياق المغربي، أن تعطي نفسا جديدا للنظام التربوي المغربي.