فيما اختار سكان دوار الكرعة الصفيحي في العاصمة الرباط الحضور لاستقبال ملكي، نهاية الأسبوع الماضي، بما يعكس معاناتهم، رافعين شعارات المطالبة بالكرامة والعدالة الاجتمعية، اختار الملك محمد السادس التعاطي مع هذا الاستقبال الاستثنائي بشكل مباشر. مصادر حضرت التدشين الملكي، الذي تم يوم السبت الماضي، قالت إن الفيديوهات التي تتداول على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، وتوثق رفع شعارات المطالبة بالمحاسبة والصمود في طريق النضال من أجل سكن لائق، هي مقاطع فيديو صحيحة وغير مفبركة، واستمرار للاحتجاجات التي يخوضها سكان هذا الحي الصفيحي منذ ثلاث سنوات، وسبق لهم أن حملوا مطالبهم إلى باب القصر الملكي بالعاصمة الرباط قبل أشهر من اليوم. المصدر ذاته أكد أن الملك محمد السادس، تعاطى بشكل مباشر مع الساكنة التي استقبلته بالشعارات لإسماع صوتها، حيث توقف وتسلم منهم رسالة، كانوا قد أعدوها من قبل لنقل معاناتهم بشكل مباشر إلى الملك. وفيما يعيش المغرب على وقع الاحتجاجات وحملة "المقاطعة" والتوتر، نفى سكان الحي الصفيحي أي علاقة لخطوتهم الاحتجاجية غير المسبوقة مع حملة المقاطعة، معتبرين أن "ما حدث في استقبال ساكنة دوار الكرعة للملك لا علاقة له بحملة المقاطعة، بل هو من أجل إيصال صوتنا إلى أعلى سلطة في البلاد، ألا و هو حقنا في السكن اللائق داخل المجال الحضري لمدينة الرباط، و هو المطلب الرئيسي، و كل ترويج لتلك العناوين الزائفة، إنما هو تضليل تتحمل مسؤوليته تلك الصفحات، ولا علاقة لأبناء دوار الكرعة الأحرار به، مطالبنا مطالب اجتماعية خالصة تتعلق بحقنا في سكن لائق يحفظ كرامتنا". ويعد إشكال دوار الكرعة من أقدم مشاكل محاربة أحياء الصفيح وبرنامج إعادة الإسكان في العاصمة الرباط، حيث تقترح الدولة تعويضا ماديا أو إعادة إسكان خارج العاصمة على السكان، وهو المطلب الذي لا يجد أي صدى لدى الساكنة.