24 ماي, 2018 - 02:59:00 في سابقة تعد الأولى من نوعها اختار سكان "دوار الكرعة" أحد الأحياء الصفيحية المهمشة الموجودة على كورنيش الرباط، إيصال صوتهم إلى الملك بطريقتهم الخاصة. فأثناء قيام الملك بإحدى الأنشطة الرسمية بالقرب من حيهم خرج السكان واصطفوا أمام المكان الذي كان يتواجد بداخله الملك وهم يرددون شعارات تطالب بالمحاسبة وتقول: "الجماهير ها هي والمحاسبة فين آهيا؟". وشعارات أخرى وتدعو إلى النضال من قبيل "صامدون صامدون.. درب النضال نحن عليه سائرون.. وبغينا السكن في العاصمة.. لا للتهجير نحن هنا مرابطون"، "لا سلام لا إستسلام.. المعركة إلى الأمام" ونقلت صفحة تسمى "دوار الكرعة" على فيسبوك فيديو يظهر سكان الحي وهم يرددون شعارات تجسد مطالبهم، وعلقت عليه "ساكنة دوار الكرعة تستغيث بجلالة الملك من أجل إعادة إيوائها في مدينتنا الرباط". كما نشرت نفس الصفحة ما اعتبرته "توضيحا"، جاء فيه: "ما حدث في استقبال ساكنة دوار الكرعة للملك لا علاقة له بحملة المقاطعة، بل هو من أجل إيصال صوتنا إلى أعلى سلطة في البلاد، ألا و هو حقنا في السكن اللائق داخل المجال الحضري لمدينة الرباط، و هو المطلب الرئيسي، و كل ترويج لتلك العناوين الزائفة إنما هو تضليل تتحمل مسؤوليته تلك الصفحات، ولا علاقة لأبناء دوار الكرعة الأحرار به، مطالبنا مطالب اجتماعية خالصة تتعلق بحقنا في سكن لائق يحفظ كرامتنا". ويحتج ساكنة "دوار الكرعة" الصفيحي بحي يعقوب المنصور بالرباط منذ عدة سنوات على ترحيلهم القسري من "براريكهم" خارج الرباط في إطار مشروع "الرباط عاصمة الأنوار" الذي أشرف عليه عند إنطلاقه عبد الوافي الفتيت، وزير الداخلة عندما كان واليا على جهة الرباط. وتقترح سلطات الرباط على سكان الحي الصفيح شققا مقابل دفعهم 100 ألف درهم، أو بقعا أرضية في منطقة "عين عودة" جنوبالرباط، وهو ما قابلوه بالرفض لأنهم لا يمتلكون المبلغ مقابل الشقق أو المال لبناء البقع الأرضية، أو لأنهم يرفضون التهجير من وسط الرباط إلى قرية "عين عودة" في ضواحي جنوب العاصمة. وسبق لساكنة الحي المنضون تحت ما يسمى ب "تنسيقية دوار الكرعة" أن نظموا مسيرات ووقفات أمام ولاية الرباط لإيصال صوتهم إلى سلطات الرباط لكنها لم تستجب لمطالبهم. كما سبق لأبناء نفس الحي أن تظاهروا عام 2017 أمام "باب السفراء" المؤدي إلى "المشور السعيد" حيث يوجد القصر الملكي التاريخي في قلب العاصمة الرباط، وتم اعتقال ثلاثة من المتظاهرين وتوبعوا بتهمة "محاولة اقتحام القصر الملكي". لكن سكان الحي يقولون بأن الغاية من الاحتجاج كانت إيصال صوتهم إلى الملك باعتباره السلطة الأولى في البلاد، وذلك بعد أن أغلقت سلطات الرباط باب الحوار في وجوههم. ويطالب سكان الحي الذي يقدر قاطنيه ما بين 1200 و1600 أسرة، سلطات الرباط، في إطار الشفافية والوضوح، بنشر اللوائح الخاصة بالمستفيدين من السكن في نفس المنطقة، فيما تسعى نفس السلطات إلى إبعادهم خارج حيهم ومدينتهم.