أمين لمخيضة- صحفي متدرب يعتبره عديدون مثل الهدوء الذي يسبق العاصفة، فخجله وصمته لايعبران البتة عن مستواه داخل رقعة الميدان، محرات يحرث الملعب طولا وعرضا، وتدخلات على المقاس تبعث الإطمئنان في قلوب الجماهير والمحبين. رومان غانم سايس، رأى النور سنة 1990 ب"بورج دو بييج" نواحي إقليم دروم جنوب شرقي فرنسا، حيث تلقن أبجديات الكرة وقواعدها بأزقة هذه المدينة الصغيرة، ليلتحق بفريق "إف سي فالنس" الفرنسي في سن الرابعة عشرة، هناك صقل موهبته واكتسب صلابته في صد الهجمات، قبل أن يوقع أول عقد إحترافي له سنة 2012 مع فريق كليرمون فوت الممارس في القسم الوطني الفرنسي، لتنطلق بعد ذلك رحلة "الأسد" المغربي وصَولاته في الملاعب الفرنسية، بإلتحاقه بنادي لوهافر الذي تألق معه على مدار موسمين. بعد محطة لوهافر، وممارسته لكرة القدم في الظل، إنتقل سايس إلى أنجيه بدوري "الليغ1″، ليكون هذا النادي بوابته نحو التألق، حيث قدم اللاعب أداء جيدا خطف به الأضواء في أول مواسمه مع الفريق، ليكون ضمن تشكيل أفضل اللاعبين بالدوري الفرنسي في مرحلة الذهاب. تألقه رفقة أنجيه فتح له أبواب "الشامبيانشيب" الإنجليزي، مُوَقعا عقدا مع وولفرهامبتون لأربع سنوات بقيمة بلغت 4 ملايين دولار أمريكي. بعد أن ربطته بعض الأخبار بالإنتقال إلى روما وبرشلونة الإسباني. سايس( 28 سنة ) وقع على مسار جيد رفقة "ذئاب" وولفرهامبتون، خاطفا رسميته في خط الوسط، بمشاركته كرسمي في جل مباريات فريقه ( 42 مقابلة)، ليحقق ناديه صعودا مبكرا إلى دوري "البريمييرليغ"، برصيد 99 نقطة. قصة غانم سايس مع المنتخب بدأت سنة 2012، حينما تلقى دعوة من الناخب الوطني آنذاك رشيد الطاوسي، لحمل قميص "الأسود" في مباراة الطوغو الودية. بيد أن غانم لم يغتنم تلك الفرصة وتوارى عن الأنظار، حتى أشرف الثعلب الفرنسي هيرفي رونار على المنتخب، في فترة مابعد الزاكي.حينها توالت مشاركات اللاعب رفقة "الأسود"، مشكلا ثنائيا قويا في خط الدفاع بمعية "الكابيتانو" بنعطية، ليكون صمام الأمان الذي طالما افتقدناه، منذ رحيل وادو والنيبت عن المنتخب. أفضل لحظات اللاعب غانم سايس الكروية، كانت رفقة "أسود الأطلس" عندما تمكنوا من العودة بنقاط الفوز من أرض "الفيلة الإيفوارية"، ليحققوا تأهلا تاريخيا للمونديال، بعد غياب إمتد لعقدين للزمن. آخر تأهل للمنتخب إلى المونديال، كان سنة 1998 بفرنسا. حينها كان عمر غانم 8 سنوات فقط، وكانت أعينه شاهدة على ملحمة بصير ورفاقه بالأراضي الفرنسية، وقتاليتهم من أجل التأهل، لولا المؤامرة البرازيلية النرويجية المعروفة. لكن اليوم الأمور مختلفة، فسايس لم يعد متفرجا، بل لاعبا ضمن تشكيلة المنتخب، ويعرف جيدا الآمال المعقودة عليه من أجل تشريف الشعب المغربي في المحفل العالمي، وهو ما أكده في تصريح سابق حينما قال "حمل القميص الوطني شرف لي، وتبليله واجب علينا كلاعبين".