أمين لمخيضة – صحفي متدرب أشرف حكيمي، لاعب قرر بدأ أولى خطواته نحو المجد الكروي من القمة، ليختار قلعة "البيرنابيو" لدخول التاريخ، كأول لاعب عربي يحمل قميص النادي الملكي في مباراة رسمية. الشاب المغربي، ازداد سنة 1998 بالعاصمة الإسبانية مدريد، من أبوين مغربيين ينحدران من مدينة واد زم، إلتحق بأكاديمية ريال مدريد "كاستيا" وهو في سن العاشرة، حيث روض "الشبل" المغربي هناك على مداعبة كرة القدم تحت أيدي أفضل المدربين والتقنيين في أوروبا. واصل حكيمي ممارسة كرة القدم داخل أسوار النادي الملكي، متدرجا عبر فئاته السنية، حتى بلغ سن السادسة عشرة، ليلتحق بالفريق الثاني لريال مدريد بقيادة الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان. هناك رصدته أعين الإطار الفرنسي وأصبح رسميا ضمن التشكيل الأساسي للفريق الثاني.. سنة 2016 تم تنصيب زين الدين زيدان مدربا للفريق المدريدي، خلفا للمُقال رافاييل بينيتيز، ليُحدِث المدرب الفرنسي بعض التغييرات في النادي، أبرزها تطعيم الفريق الأول بلاعبين شباب كان قد أشرف عليهم في ال"كاستيا"، متيحا لهم فرصة التدرب والإحتكاك بنجوم "الميرينغي"، ومن ضمن هؤلاء اللاعبين المغربي أشرف. في سن الثامنة عشر فقط، كتب حكيمي أول سطر في كتاب مسيرته الحافلة بالإنجازات، بعد إستغلال إصابة زميله الإسباني داني كارفاخال، ودخوله كرسمي وسط كوكبة من النجوم العالميين، ليبصم على مقابلة جيدة أمام فريق "إسبانيول". 90 دقيقة كانت كافية لإثبات الذات، وجعلت الجميع يسأل عن هوية هذا اللاعب الشاب المغمور.. مباراة الإسبانيول كانت البداية فقط، لتتوالى بعد ذلك مشاركات اللاعب صاحب الرقم 19 مع النادي الملكي، مسجلا إسمه في التشكيل الأساسي 17 مرة ( 9 في الليغا، 5 في كأس الملك، مرتين في دوري الأبطال، ومرة واحدة في كأس العالم للأندية)، متمكنا من تسجيل هدفين وإعطاء تمريرة حاسمة. ولادة حكيمي في أحضان إسبانيا لم تنسه يوما جذوره وأصوله، ليكون المغرب إختيار القلب بالنسبة له، فلم يتردد في حمل قميص "الأسود" رغم إغراءات الإسبان، محققا حلم الوالدين باللعب للمنتخب المغربي. مشاركة أشرف مع "أسود الأطلس"، انطلقت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، والتي بصم خلالها على مسار استثنائي مع المنتخب في التصفيات، محققا بداية ولا أروع بانتصار على منتخب مالي، بسداسية نظيفة. رونار وثق في إمكانيات حكيمي، وقرر توظيفه في مركز جديد على اليسار، مكان المصاب حمزة منديل، ليكسب رسميته مع الفريق الوطني طيلة المباريات الاقصائية للمونديال. بعد تتويجه مع الريال بألقاب "السوبر" الإسباني والأوروبي و"الموندياليتو"، تنتظر حكيمي تحديات أقوى وأصعب، فعلى بُعد أسبوع من الآن سيكون على موعد مع نهائي دوري أبطال أوروبا، ثم سيرحل مع المنتخب الوطني في تحدٍ أصعب، من أجل رفع راية المغرب عاليا في روسيا، وتجاوز مجموعة "الموت" حيث سيواجه زملاء القلعة الملكية ( كريستيانو، راموس، إيسكو…). فهل سيكون أشرف بحجم هذه المواعيد، ويحقق في سن التاسعة عشرة ما لم يستطع تحقيقه أقرانه في سن الثلاثين؟.