أمينة لمخيضة – صحفي متدرب سيكون عشاق المستديرة على موعد، اليوم الأربعاء، مع آخر حلقات مسلسل الدوري الأوروبي هذا الموسم، حينما يلتقي أتليتيكو مدريد نادي الجنوب الفرنسي أولمبيك مارسيليا، في نهائي مثير يحتضن فصوله الملعب الكبير بمدينة ليون الفرنسية. ويسعى فريق مارسيليا وراء أول ألقابه في المسابقة بعد خسارته لنهائيي سنة 1999 أمام بارما الإيطالي و2004 أمام فالينسيا الإسباني، بالقدر الذي يراهن فيه أنصاره على أن تكون الثالثة ثابتة، بتتويج فريقهم بأول ألقابه في الدوري الأوروبي، بقيادة المدرب رودي غارسيا، الذي أحدث طفرة نوعية في النادي، وجعله منافسا قويا بالدوري الفرنسي، محتلا المرتبة الرابعة قبل جولة واحدة من النهاية. وسيكون مارسيليا في هذه المواجهة، مسلحا بعامل الأرض والجمهور، باعتبار إجراء اللقاء في مدينة "ليون"، التي تبعد عن مارسيليا ب 278 كلم، لكن رغم ذلك فالملعب لن يكون دافئًا على لاعبي مارسيليا بسبب العداء الناشئ بينه وبين أنصار ليون مؤخرًا. ودخل لاعبو مارسيليا وليون في اشتباكات قوية في وقت سابق من الموسم الحالي، ولا تبدو أن العلاقة بين الناديين جيدة منذ الاشتباكات التي وقعت بين الأنصار في عام 2013 وأصيب فيها 17 شخصًا، لذلك ستكون الشرطة الفرنسية في حالة تأهب لاحتمال وقوع اشتباكات بين جمهور مارسيليا المتحمس وجمهور ليون في المدينة. ويعول رودي غارسيا على تألق لاعبه "الجوكر" فلوريان توفان، واستغلال مهارات قائد الفريق ديميتري باييت، من أجل الإطاحة بدفاع "الأتليتيكو" الذي يعد من أقوى الدفاعات على الصعيد الأوروبي. وظهر ديميتري متفائلا قبل المواجهة حينما قال"الذين فازوا في دوري أبطال أوروبا في 1993 هم بمثابة الأبطال حتى الآن، لأن هذا الانجاز لم ينجح أحد بتكراره"، وتابع: "نعرف مدى صعوبة الأمر، بالطبع هذا عامل محفز إضافي، وإذا فزنا بالنهائي ستكتب أسماؤنا في تاريخ النادي." ويسعى "أبناء المتوسط" إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، فتتويجهم بلقب الدوري الأوروبي يمنحهم بطاقة التأهل لأغلى المسابقات الأوروبية، إذ ينص نظام البطولة على منح الفائز بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال. من جهته، يطمح"الروخي بلانكوس" إلى حصد ثالث الألقاب بعد إقصائه المفاجئ من دور المجموعات للمسابقة القارية الأولى هذا الموسم، كان لزاما على لاعبي المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الانتقال لمسابقة الدوري الأروبي. ويتطلع أتليتكو مدريد، الباحث عن لقب أول بعد الدوري المحلي في 2014، للتتويج بالمسابقة للمرة الثالثة تحت إشراف سيميوني بعد سنوات 2010 على حساب فولهام الانكليزي (2/1) و2012 ضد أتلتيك بلباو الاسباني 3/0 . وتمثل هذه المباراة طوق النجاة بالنسبة لدييغو سيميوني، بعد إخفاقه محليا، وتتويج "برشلونة بثنائية الدوري والكأس، متسلحا بتألق النجم الفرنسي أنطوان غريزمان، وخبرة العائد دييغو كوستا، علاوة على صلابة خطه الدفاعي بقيادة غودين وفيليبي لويز . ويغيب عن أتلتيكو، وصيف الدوري الاسباني، مدربه الأرجنتيني سيميوني، الذي تولى تدريب الفريق قبل 7 سنوات، وذلك بسبب إيقافه 4 مباريات لاهانته الحكم وطرده في ذهاب نصف النهائي ضد أرسنال الانكليزي. كما ستكون هذه المباراة، شاهدة على رحيل معشوق ومدلل الجماهير" فيرناندو توريس"، الذي سيكتب آخر سطر من ملحمته رفقة فريقه الأم، على أرضية ملعب الأنوار بليون الفرنسية، وهو ما سيضفي طابعا دراميا على هذه المواجهة. لكن الدراما لن تتوقف عند هذا الحد، إذ ربما تكون موقعة مارسيليا الفرصة الأخيرة لجماهير "الأتليتي"، لمشاهدة نجم فريقها "غريزمان" بألوان "الروخي بلانكوس" على الصعيد الأوروبي، بعد الحديث عن قرب رحيله عن النادي وانتقاله صوب برشلونة لمجاورة ميسي بقلعة "الكامب نو". بين طموح الفرنسيين وإصرار الإسبان، ستكون المباراة سجالا بين الفريقين، وفرصة للجماهير من أجل مشاهدة اللاعبين، اليوم الأربعاء على الساعة 18:45 قبل محطة كأس العالم، المرتقبة هذا الصيف.