خلفت تصريحات مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب المجلس الحكومي، يوم أمس الخميس، حول المقاطعة، ردود فعل ساخطة. واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة غضب من مختلف الفئات، والتلوينات السياسية والمهنية، والفردية، وموجة الغضب لم تترك أعضاء لامعين، وقياديين في العدالة والتنمية، الحزب الأغلبي في التحالف الحكومي، على الحياد، إذ عبر كثير منهم عن تأييدهم للمقاطعة الشعبية، التي تسجل تجددا في توهجها، وتؤكد نجاحها، واستمرارها يوما بعد يوم. وكتب، النائب البرلماني، محمد الخمليشي، عن حزب العدالة والتنمية، غاضبا، مباشرة بعد تصريح الخلفي، "دابا عاد أنا مقاطع بصح، سالينا". وكان محمد الخمليشي من الأوائل، الذين دعموا المقاطعة الشعبية للمواد الثلاث (حليب سنطرال، ماء سيدي علي، وغازوال محطة إفريقيا). ومن جانبها، كتبت القيادية في الحزب، أمينة ماء العينين، أن التلويح بالمتابعات القضائية ليس من اختصاص الحكومات لأن القانون نفسه أوكل المهمة إلى أجهزة أخرى محكومة بالدستور والقانون. وأضافت ماء العينين أن التهديد بمراجعة القوانين للمزيد من التضييق على حرية التعبير والنقد، والاستفسار، بمبرر ترويج أخبار زائفة، هو مغامرة غير محسوبة العواقب بخصوص تكييف التهم، وترتيب الجزاءات في بلد لاتزال فيه استقلالية القضاء موضع سؤال. وشددت القيادية في حزب المصباح على أن الحكومة ليست ناطقة باسم الشركات الخاصة حتى تخوض في نسب أرباحها، وتحكم بمعقوليتها، أو بعكس ذلك، بل إنها مسؤولة على تكريس أجواء المنافسة الحرة، ومنع الاحتكار، وسد منابع التسريبات المخلة بالمنافسة ووضعيات تضارب المصالح، وتنازعها خدمة للمواطن أولا، وأخيرا. أما خالد البوقرعي، القيادي الشاب في العدالة والتنمية، فقال متحسرا، في تدوينة على صفحته في الفايسبوك،"هل قَدرُنا أن يُؤكل كل الشوك "وليس بعضُه بِفمنا ؟"، وقال لوزراء حزبه: "يا ناس: الحزب الحقيقي هو محام يترافع عن مصالح الشعب، فلا تتخلَّوا عنه وهو الذي بوَّأكم المكانة، التي تحتلُّونها الآن، فليس لكم والله غيره"، وأضاف "يا ناس: الحكومة الحقيقية هي التي تسمع لنبض المواطن، وآهاته، وآلامه، وتُسخِّر كل ما تملك من أجل أن تحميه من جشع الجشعين"، وختم تدوينته بدعمه للمقاطعة بهاشتاغ" "خليه يريب". أنس الحيوني، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ممثلا عن الجالية، بدوره أعلن دعمه للمقاطعة، منذ انطلاقها، وفور إعلان الخلفي موقف الحكومة من المقاطعة، وتلويحها بالمتابعة القضائية، وإعمال فصل الأخبار المزيفة، كتب في تدوينة: "محاربة الأخبار الزائفة أمر مطلوب"، قبل أن يستدرك بأن السؤال، الذي يشغل باله هو أين كانت هذه الحكومة، وبعض المنابر الصفراء تمس أعراض الناس، وتنشر في الأكاذيب؟. وتابع الحيوني في التدوينة ذاتها تساؤلاته عن أين كانت الحكومة وبعض المنابر تقحم سيدات في قضية بوعشرين غصبا، وتسيء إليهن بالصور، والاسم، وتمس كرامتهن، وكرامة عائلاتهن، وأين كانت الحكومة من الأخبار الزائفة، التي نشرت في حق شباب، وشابات حراك الريف. وشدد الحيوني ساخطا "معذرة، ولكنكم حكومة فاشلة، والكارثة أنكم تسيؤون بتصريحاتكم إلى مواقف، وتاريخ حزب الشعب، الذي لازال يترأسها". وقالت لبنى الكحلي إنه في إطار معطيات مغلوطة، غذا سيصدر بلاغ أن هامش ربح الشركات 90 سنتيما فقط، وأعلنت أن "القرار قراري إذن أنا أقاطع"، وطالبت بتفعيل مجلس المنافسة.