رغم تشديد الرباط منذ لحظة إعلانها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على الطابع الثنائي لهذا القرار وعدم ارتباطه بأية ضغوط دولية أو إقليمية؛ إلا أن توقيت صدور هذا القرار جعله يتزامن مع تحركات دبلوماسية دولية مكثفة مرتبطة بالملف النووي الإيراني. المملكة العربية السعودية التي تقود منذ شهور عملية تعبئة دولية كبيرة لمحاصرة إيران؛ خرجت بشكل متصاعد لدعم الخطوة المغربية من اللحظات الأولى لإعلانها. فبعد قصاصة عاجلة من وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وتغريدة وزير الخارجية عادل الجبير؛ كان أول أمس الخميس دور الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي اتصل شخصيا بالملك محمد السادس. الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد في اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس، وقوف السعودية مع الرباط لمواجهة نزعة إيران ووكلائها العدوانية وتدخلاتها في شؤون الدول العربية. القصاصة الرسمية التي أعنت الخبر، قالت إن العاهلين أكدا خلال الاتصال الهاتفي ضرورة توحيد المواقف وتنسيق الجهود لمواجهة النزعة العدوانية للنظام الإيراني وتدخلاته ووكلائه في شؤون الدول العربية، وسياساته الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العالم العربي. من جانب آخر، وتزامنا مع دخول بريطانيا القوي على خط الضغوط الأمريكية الرامية إلى تعديل الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني؛ حلّ وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة في لندن. الوزير المغربي التقى نظيره البريطاني بوريس جونسون، وتناولت المباحثات "السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية، الاقتصادية والثقافية"، تقول وكالة المغرب العربي للأنباء. ورغم أن الطرفين لم يربطا اللقاء بموضوع إيران، إلا أن الملفات التي قالت وكالة الأنباء الرسمية إنها طرحت بينهما ليست بعيدة عن السبب الذي فجّر القطيعة المغربية الإيرانية، أي ملف الصحراء الذي اتهم المغرب طهران بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية عبر تنظيم حزب الله اللبناني. "تطرق الوزيران خلال هذه المباحثات، لآخر تطورات ملف الصحراء المغربية، وكذا التعاون الأمني"، تقول القصاصة الرسمية، مضيفة أن كلا من بوريطة وجونسون اتفقا على إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، كما "انكب النقاش حول موضوع الأمن الإقليمي، لا سيما الوضع في كل من ليبيا ومنطقة الساحل". لقاءات بوريطة لم تقتصر على وزير الخارجية البريطاني، بل شملت مسؤولي كل من وزارتي الداخلية والدفاع، "إلى جانب لقاء جمعه بالمستشار المساعد للأمن الوطني بديوان الوزير الأول البريطاني". الصحافة الإسرائيلية عمدت عبر أحد أشهر منابرها، وهو صحيفة هآريتز، إلى الربط بين القرار المغربي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وبين الخطر الذي تمثله هذه الأخيرة على العالم حسب الموقف الإسرائيلي. هآرتز افتتحت مقالا عنونته ب:"هل يمكن أن يكون نتانياهو على حق؟"، في إشارة إلى الخروج الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي ادعى فيه توفره على وثائق تثبت مضي إيران في برنامجها النووي خارج أية رقابة دولية. كاتب المقال استهلّه بالقول إن المغرب أعلن بداية هذا الأسبوع قطع علاقاته الدبلوماسية مع ايران، "وجاء ذلك بسبب تورط إيران في إمداد جبهة البوليساريو بالأسلحة، وهي منظمة تسعى إلى ضرب الحكومة المغربية وزعزعة استقرار الصحراء الغربية". وخلصت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الواقعة الجديدة تثبت أن إيران هي عبارة عن دولة تنشر الإرهاب والاضطراب عبر العالم