بعد صمت طويل، وشكوك حول دعمه للملف الثلاثي الأمريكي، المتكون من كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، والمكسيك، من أجل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2026، بسبب خلافه مع الجارة المكسيك، خلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم الجمعة، الحدث في صراع التنافس على استضافة "المونديال"، بتغريدة جديدة على حسابه الرسمي على "تويتر"، أعلن فيها دعمه الكلي للملف الأمريكي المشترك. دونالد ترامب، الرئيس الذي اختار صحفته على "توتير" منبرا وقناة لتصريف مواقفه السياسية والشخصية، الأكثر إثارة للجدل، لم يكتفي فقط بإعلان دعمه الكلي لملف بلاده المشترك، بل هدد أيضا الدول التي لن تصوت لصالح أمريكا، بعدم دعمها في قضايا وملفات أخرى، خاصة تلك المعروضة على الأممالمتحدة. تهديد صريح ذهبت العديد من وكالات الأنباء الدولية، والصحف العالمية، التي تناقلت بشكل واسع، ما جاء في الصفحة الرسمية للرئيس الأمريكي على تويتر، إلى اعتبار أن تدوينة دونالد ترامب، تحمل تهديدا مباشرا إلى كل الدول التي قررت دعم المغرب، من أجل استضافة "مونديال2026″، خاصة الدول الإفريقية والأوروبية منها. وكتب الرئيس الأمريكي، في حسابه الرسمي على "تويتر" " لقد وضعت الولاياتالمتحدة ملفا مشتركا قويا، مع كنداوالمكسيك، من أجل احتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، سيكون من المخجل على الدول التي ندعمها دائما، أن تعارض الملف الأمريكي". وتساءل ترامب في المناسبة ذاتها، "لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأممالمتحدة)؟". وبخصوص ما إذا كانت لهذه التصريحات، تأثير على الحظوظ المغربية، قال سعيد بلخياط، الخبير الرياضي المغربي، والعضو السابق في لجنة ترشح "مونديال 2010″، إن تصريحات الرئيس الأمريكي لا وزن لها في معادلة سباق المونديال، ولا يجب أن نعطي أهمية كبيرة لتصريحات الرجل، لأنه منذ أن تولي رئاسة أمريكا وهو يدلي بالعديد من التصريحات المثيرة للجدل. وأضاف بلخياط، في حديث له مع "اليوم24″، " تصريح ترامب، هدفه الأول هو إثارة الجدل، هو تهديد صريح للدول الأخرى، صحيح أنه هو حر في تعبيره عن آراءه ومواقفه، ولكن أنا أعتقد أن هذا التصريح لن يفيد أمريكا في شيء، بل بالعكس قد يخدم مصالح المغرب". كرامة الاتحاد الدولي على المحك اعتبر سعيد بلخياط، في حديثه مع الموقع، أن تدوينة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعتبر مسا بكرامة وشخصية الاتحادات الكروية الدولية، خاصة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لأنه تدخل واضح للسياسة في المنافسات الرياضية. وصرح بلخياط قائلا " تنظيم المونديال لا يمكنه أن يسلب بالقوة أو بالتهديد، لأن الأمر يتعلق بمنافسة رياضية، تساهم فيها الاتحادات الكروية، وليس الحكومات، أسلوب الرعب وفرض أمر الواقع، لا يجدي في مثل هاته التظاهرات، صحيح أن التصويت سيكون علنيا، لكن هذا لا يعني أن جميع الاتحادات الكروية تخضع لتوجهات سياسية لحكوماتها".
وأضاف بلخياط أيضا " إذا كانت الأمور تحسم بهذه الطريقة، فما علينا سوى أن نحزم حقائبنا وأن نتراجع للخلف، ونترك أمريكا والدول العظمى تقرر ما تشاء… هذا مجال كرة القدم، الكرة للجماهير، ولكل الدول الحق في استضافة هذه التظاهيرات". واعتبر أيضا " أن للملف المشترك العديد من العيوب أبرزها أن الملاعب التي تتوفر عليها، ليس جميعها صالحة لكرة القدم، بحكم أنها شيدت من أجل رياضة البايسبول وكرة القدم الأمريكية، كما أن التحركات الأخيرة التي قامت بها اللجنة المغربية تؤكد أن المغرب في الطريق الصحيح، ويربك المنافس الأمريكي". هل أخطأ المغرب بمجابهة أمريكا؟ من جهة أخرى، اعتبر يحيى السعيدي، الإعلامي والخبير في القانون الرياضي، أن تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمر طبيعي، لأنه يفرض أمر الواقع، باعتباره بلدا قويا ومتطورا، ويعتبر أكبر الدول في العالم، كما أنه يملك جميع الإمكانيات والقدرات التنظيمية، من أجل استضافة نهائيات كأس العالم في أقرب المواعيد. واعتبر السعيدي، أن المغرب ارتكب خطأ جسيما، بعد أن قرر مواجهة الملف الأمريكي، ولم يلجأ إلى خيار التفاوض، كما فعلت فرنسا مع ملف "لوس أنجلوس"، وقال السعيدي، إن "المغرب كان عليه أن يفاوض أمريكا بخصوص مونديال 2030، فالولاياتالمتحدة وبعد أن فقدت مونديال 2022، لن ترضى بأن تفقد نسخة 2026". وصرح الخبير في القانون الرياضي قائلا " عوض أن يقول أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، للاتحاد الأروبي إدعموا إفريقيا ندعم أوروبا، كان على المغرب أن يقول لأمريكا سندعمكم في 2026، وادعمونا في 2030، أنا صراحة لا أفهم لماذا كل هذه العجلة، خاصة وأنا لنا تجارب سابقة في الفشل، لذلك كان علينا ألا ندخل في هذا الصراع". وشدد السيعيدي على أن " الواقع يفرض علينا تقبل شروط دولة عظمى كأمريكا، يجب أن نقر بأن أمريكا أكبر من كل الدول، وتملك ملفا قويا، بل هي أقوى من الفيفا بنفسها، ترامب دون كلمتين على حسابه الرسمي على "تويتر" وبعثر أوراق الجميع".