طالب ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، من والدته مغادرة قاعة الجلسات، قبل الانطلاق في سرد قصة تعذيبه بدء من اعتقاله، وهو ما جعلها تغادر مطأطأة رأسها، محاولة كفكفة الدموع من عينيها. واستهل الزفزافي سرده للأحداث، اليوم الثلاثاء بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، انطلاقا من حادثة المسجد، حيث كان بأحد المنازل رفقة محمد الحاكي وفهيم أغطاس بمنطقة تروكوت، موضحا أنه استيقظ في لحظات الشروق الأولى على صوت تكسير الأبواب والصراخ بكلاب نابي، فيما ظل جالسا في مكانه ينتظر أن يقتحم رجال الأمن الغرفة عليه. وأضاف الزفزافي أن ثلاثة عناصر سارعوا إلى اعتقاله التقوا عند باب الغرفة، إلى أن تمكن أحدهم من الوصول إليه وشج رأسه بآلة معدنية، قبل أن يوجه له آخر لكمة بواسطة الأصفاد على مستوى عينه، تلتها ركلات على مستوى المعدة. وأوضح قائد الحراك أن أحدهم ضربه على مستوى المعدة وطلب منه قول "عاش الملك" ولم يقلها، ثم تكرر الأمر مرة ثانية وثالثة رافضا قولها، غير أنه في المرة الرابعة قالها بصوت منخفض، ليتلقى ضربة أخرى موجعة، مشيرا إلى أنهم تعمدوا ضرب رأسه مع الحائط، وأن دماء كثيرة سالت. وزاد الزفزافي، الذي بدا متأثرا وهو يسرد لحظات تعرضه للتعذيب، ويتوقف بين الفينة والأخرى لاسترجاع أنفاسه، أن أحدهم أدخل إصبعه في دبره، بينما عمد آخر إلى إنزال سرواله وإدخال عصا في دبره، مؤكدا أنه أصر على رسم الابتسامة على محياه. من جهة أخرى، اضطر القاضي علي الطرشي إلى رفع جلسة المحاكمة بسبب شنآن بين هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، وبين حكيم الوردي، ممثل النيابة العامة.