وجه مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد انتقادات لأعضاء مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين بسبب "اكتفائهم" بتقديم ما وصفها ب"إدانات واهنة" للهجوم الكيماوي على سوريا. وقال الأمير زيد إن "التقاعس عن الرد يقوة أشد قد تكون له عواقب وخيمة لعقود قادمة". واتهم القوى الكبرى ب"الفشل" في وقف "الانحدار المشؤوم صوب إتاحة الأسلحة الكيماوية للجميع رغم انخراط تلك القوى بالصراع في سوريا". وأضاف: "التجاهل الجماعي لواقعة أخرى من الاستخدام المحتمل لأحد أشد الأسلحة التي صنعها الإنسان بشاعة هو أمر بالغ الخطورة". من جانبها وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الهجوم الكيماوي على بلدة دوما ب"جريمة الحرب التي تحمل بصمات حكومة بشار الأسد". وقالت "رايتس ووتش" إن روسيا حليفة النظام السوري تتقاسم معه المسؤولية الجنائية المحتملة عن تنفيذ المجزرة". وقال كينيث روث المدير التنفيذي للجماعة الحقوقية، إنه يتعين على الدول أن "تفكر في ممارسة الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين قبل استضافة روسيا لكأس العالم في يونيو لأن الأسد بات بالفعل رجلاً لم يبق له شيء من السمعة" وفقا وصفه. وأوضح روث أنه على الرغم من عدم تمكن مراقبي المنظمة من إجراء تحقيقات على الأرض إلا أن التقارير المنقولة عن الشهود تقول إنهم شاهدوا طائرة هليكوبتر تابعة للنظام أسقطت أسطوانة انطلقت منها مواد كيماوية. إلى ذلك أعلنت منظمة "انقذوا الأطفال" الإنسانية الدولية اليوم الإثنين مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة ما يزيد عن 2000 بجراح في منطقة الغوطة الشرقية منذ بداية 2018 وحتى منتصف فبراير الماضي. وقالت رئيسة المنظمة، سونيا كوش في بيان من روما: "منذ بداية 2018 وحتى منتصف فبراير الماضي، تعرضت سيارة إسعاف لهجوم كل يومين، فيما أصيب أو قتل مسعف طبي كل 3 أيام، كما تعرض 24 مرفقًا صحيًا للدمار". وتابعت: "لقد أصبنا بالذهول جراء الهجوم على مدينة دوما قبل يومين، بسبب عدد الضحايا من الأطفال، حيث سجل متطوعونا المحليون حالات اختناق وتشنجات على نطاق واسع" وحذرت رئيسة منظمة "انقذوا الأطفال" من أنه "لا يوجد في دوما حاليًا سوى عدد قليل من الأطباء، حيث غادرها معظم الأطباء المؤهلين، كما تعاني المدينة من افتقار خطير للمواد الصيدلانية والصحية، ما يزيد من تفاقم الوضع". وكان النظام السوري ارتكب مجزرة في وقت متأخر من ليل السبت الأحد بعد قصف بلدة دوما في الغوطة الشرقية بغازات سامة أدت لمقتل العشرات بينهم الكثير من الأطفال. وشهدت المجزرة إدانات دولية وتلويحا من قبل الولاياتالمتحدة باتخاذ إجراءات ضد النظام السوري في الوقت الذي لم يستبعد فيه الرئيس دونالد ترامب اللجوء لعمل عسكري ردا على استخدام السلاح الكيماوي.