تشرع الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية مراكش، ابتداءً من يومه الاثنين، في محاكمة أربعة أشخاص، في حالة اعتقال، بتهمة إحداث معمل سري لإنتاج المسكرات بضواحي المدينة، بعد أن كان الدرك الملكي قام بعملية أمنية نوعية، بتاريخ 13 مارس المنصرم، أسفرت عن حجز 20 طنا من المسكر الشعبي "ماء الحياة" (الماحيا)، و15 طنا من التين المجفف المخمّر، مخزّن في ظروف غير صحية، فضلا عن آليات ومعدات تستعمل في إنتاج المخدر المذكور، عبارة عن قنينات غاز وأفران وحاويات حديدية كبيرة، وذلك على خلفية مداهمة أمنية لتفكيك معمل سرّي لإنتاج وتقطير المشروبات الكحولية بدوار "كرتاوة"، التابع ترابيا للجماعة القروية "أولاد حسون"، بضواحي المدينة. كما أسفر التدخل الأمني، الذي قاده قائد سرية الدرك الملكي بمراكش شخصيا على رأس فرقة أمنية مشكلة من عناصر المركز القضائي بالسرية نفسها، والمركز الترابي لدرك "أولاد حسون"، والقوات المساعدة ، (أسفر) عن توقيف أربعة أشخاص مشتبه فيهم تم وضعهم تحت الحراسة النظرية، على ذمة البحث التمهيدي الذي تجريه الضابطة القضائية، في شأن الاشتباه في تكوينهم لشبكة متخصصة في الاتجار غير المشروع في المشروبات الكحولية، فيما لازال البحث جاريا عن شخص خامس مشتبه به في القضية نفسها. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها بالدوار المذكور، في أقل من ثلاثة أشهر، بعد أن فككت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، بتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتاريخ الجمعة 22 دجنبر الماضي، معملا سريا آخر حجزت به 17 طنا و600 لتر من مسكر "ماء الحياة"، و5 أطنان من التمر المخمّر، وأوقفت ثلاثة مشتبه فيهم، بينهم قاصر، ليصدر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، في اليوم الموالي، أوضح بأن العملية نُفذت بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كما جرى التنسيق الميداني فيها مع عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، مشيرا إلى أن الكمية الكبيرة من المواد الكحولية تمّ ضبطها في أماكن تنعدم فيها جميع شروط الصحة والنظافة، كما أن المنتوجات الاستهلاكية التي تدخل في صناعتها كانت مخمّرة ومخزنة في ظروف من شأنها الإضرار بالصحة العامة.