تحظى من تسمى "الإمامة" الدانماركية شيرين خانكان بتعاطف في الأوساط الإعلامية والسياسية الأوروبية، بوصفها داعية "إسلام منفتح ومتسامح وتقدمي". وتنقل صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن شيرين (43) المولودة من أب سوري مسلم وأم فنلندية بروتستانتية؛ قولها إنها حققت حلما طالما طاردها منذ أن كان عمرها 19 عاما، إذ بنت مسجدا وتولت إمامته. وتضيف شيرين، واسمها قبل أن تسلم آن كريستين، أنها تدعو لتعزيز حقوق المرأة في الإسلام، ومكافحة التطرف والإسلاموفوبيا في آن واحد، وهو ما بينته في كتابها "المرأة هي مستقبل الإسلام"، الذي نشرته دار ستوك. وتتبجح خبيرة علم الاجتماع بأنها تولت إعلان 24 عقد زواج في مسجدها، نصفها بين نساء مسلمات ورجال مسيحيين. وفي حديث لها من داخل مسجدها الذي يحتل شقة مساحتها 250 مترا مربعا في الطابق الأول من إحدى العمارات، التي زُينت جدرانها البيضاء بآيات من القرآن الكريم؛ تؤكد شيرين أن المكان "مفتوح أمام الجميع". وتستنكر "الإمامة" تجاهل أئمة المساجد التقليديين "مسجدها"، قائلة إن أيا منهم لم يحضر تدشينه في أغسطس/آب 2016. وتأمل شيرين خانكان أن ينجذب "الجيل الجديد" من "الشباب المسلم" إلى خطبها، خاصة بعد أن أصبحت أحد الوجوه المحببة لوسائل الإعلام الدولية، حيث أدرجتها بي بي سي ضمن المئة امرأة الأكثر تأثيرا في العالم عام 2016. وأثارت هذه الإمامة كذلك اهتمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعاها في 26 مارس الماضي لتنوير تفكيره حول مكانة الإسلام في فرنسا، فحضرت إلى الإليزيه دون حجاب، مدعية أن الحجاب اختيار شخصي، وأنها لا ترتديه إلا وقت الصلاة. أما عن نهجها في تأصيل ما تروج له، فإن شيرين تقول إنها تقترح "قراءة جديدة للقرآن، بعيدا عن الدوغمائية والتزمت، وأريد أن أثبت أن ممارسة الدين الإسلامي لا تتناقض مع العيش في مجتمع ديمقراطي". وتمتدح الحاخامُ الفرنسيةُ "دلفين هورفيور" شيرين قائلة إن هذه الإمامة "قائدة متنورة يندر وجود أمثالها في أوروبا". وتشيد هورفيور "بفضول شيرين ومرونتها وانفتاحها على الأفكار الجديدة وإلهامها… لكونها تعتبر الدين جزءا من حل مشكلة التطرف وليس فقط سببا لها". وترد شيرين على من يصفونها بأنها "ثورية" بالقول "أنا لست ثورية؛ فالإمامات كن موجودات حتى في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، مضيفة أنها "لم تقم إلا بالرجوع إلى الأصول".