المكان مدرسة ابتدائية مصرية، والمناسبة هي الاحتفال بيوم اليتيم، والاحتفال عبارة عن فقرة سحرية يختمها الساحر بما يبدو أنه ذبح لأحد المدرسين، وسط ذعر من التلاميذ والتلميذات الصغار. الحادث أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغرب المتابعون تقديم مثل هذا العرض "الدموي" أمام تلاميذ صغار، وتساءل البعض عن الفائدة من الاستمرار في نشر ثقافة العنف وتبريره بهذا الشكل، بينما عبّر آخرون عن خشيتهم أن يفكر أحد التلاميذ في تقليد ما رأى ولو على سبيل المزاح فيتسبب في كارثة. كما أعاد الحادث للواجهة مرة أخرى، بحسب موقع "الجزيرة. نت"، الحديث عن حال التعليم في مصر، ذلك التعليم الذي كان يوما أحد أبرز ما تفتخر به مصر، قبل أن يأتي يوم يصبح التعليم فيه في ذيل اهتمامات السلطة، بل يتساءل رئيسها عبد الفتاح السيسي عن جدوى الاهتمام به مستنكرا فيقول "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع؟". الساحر واليتيم تقول تفاصيل القصة إن مدرسة المعصرة الابتدائية المشتركة التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية الواقعة بدلتا مصر أقامت احتفالا بيوم اليتيم الذي تحتفل به مصر أوائل أبريل/نيسان من كل عام، وكان من ضمن فقرات الاحتفال فقرة الساحر. علا صوت المدرس الذي يتولى تقديم الحفل، مطالبا التلاميذ والتلميذات بتصفيق حاد ترحيبا بالساحر، الذي قدم فقرات عدة، قبل أن تأتي الفقرة المثيرة التي تطوّع للمشاركة فيها مدرس يدعى محسن، قال مقدم الحفل -على سبيل إضفاء مزيد من الإثارة- إنه سيكون كبش الفداء. في الخلفية كانت مكبرات الصوت تبث إحدى أكثر الأغنيات الوطنية التي يحبها المصريون وهي "يا حبيبتي يا مصر" للمطربة الراحلة شادية، عندما تطوع أحد المدرسين للمشاركة في فقرة الذبح وتقدم للجلوس على كرسي بين يدي الساحر الذي حمل في يده سكينا ضخما، بينما ظهرت حالة من الفزع والترقب على وجوه الصغار والصغيرات، وارتسمت ابتسامة باهتة على وجوه بعضهم. يتواصل العرض، وتمر السكين عبر الرقبة أو هكذا يبدو للناظرين، ثم يغطي الساحر الوجه بما يشبه المنشفة ويبدو أنه يمسح آثار الدماء قبل أن يرفعها عن الوجه ويقوم المدرس من كرسيه سليما معافى بينما زميله يطالب التلاميذ مجددا بالتشجيع قائلا "صقفة (تصفيق) كبيرة يا ولاد"! إهمال القيادة انتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، واضطرت وسائل إعلام مصرية للاهتمام بنشره والتعليق عليه، لتصدر بعد ذلك قرارات إدارية بإيقاف مدير المدرسة ووكيله مع استبعاد مسؤول الأمن بالمدرسة، وإحالتهم للتحقيق. أما محافظ الدقهلية أحمد شعراوي فنقلت عنه وسائل إعلام مصرية وصفه لما حدث بأنه "إهمال في القيادة"، وأضاف المحافظ "ما ينفعش مدير المدرسة يقودها مرة ثانية". وبدوره دافع مدير المدرسة عن نفسه خلال لقاء مع قناة تلفزيونية محلية، وقال إنه لم يكن يعلم أن الساحر سيقدم فقرة الذبح، مضيفا أن من تصوّر المقطع ورفعه على مواقع التواصل ليس شخصا عاديا وإنما هو "رئيس مجلس أمناء المدرسة".