تفادى الاتحاد الأوروبي إزعاج السلطات المغربية، كما يرفض الخوض في القضايا المرتبطة بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، رغم محاولة بعض النواب الإسبان الأوروبيين إقحامه في الموضوع من أجل إحراج المغرب والضغط عليه، وإظهاره كما لو أنه المسؤول الأول والمباشر عن وفاة الحمالات في "معابر الموت" الحدودية للثغرين المحتلين. هذا ما كشفه رد الاتحاد الأوروبي على سؤال وجهته له نائبة أوروبية إسبانية، بخصوص إمكانية تدخل بروكسيل للضغط على المغرب في قضية التهريب المعيشي. فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كشفت أن الاتحاد الأوروبي "على علم بالمشاكل المطروحة بسبب ارتفاع عدد الأشخاص الذي يتنقلون بين (الداخل المغربي) وسبتة ومليلية". وأعربت عن أسفها لسقوط ضحايا في الأشهر الأخيرة في المعابر الحدودية للثغرين، في هذا قالت: "نتأسف لتسجيل وفيات بسبب الازدحام عند المعبر الحدودي". غير أنها أكدت أن الموضوع ليس من اختصاص بروكسيل، بل الأمر مرتبط بالاتفاقيات الثنائية بين مدريد والرباط، لذلك لا يمكن للاتحاد الأوروبي التدخل أو الضغط على المغرب في قضية المعابر. وجاء في السؤال الذي وجهته النائبة الأوروبية، بياتريث بيثارا، أنه "نظرا إلى العلاقات الثنائية مع المغرب، باعتباره شريكا مفضلا للسياسة الأوروبية في الجوار، وانطلاقا من اتفاق الشراكة الأورومتوسطي، هل من المنتظر أن تضغطوا على السلطات المغربية لكي تتخذ إجراءات، وتجلس إلى طاولة الحوار مع السلطات الإسبانية بخصوص وضع الحمالات؟"، هو السؤال الذي ردت عليه موغيريني قائلة: "ينص اتفاق انضمام إسبانيا للاتحاد الأوروبي" على أن هناك "إجراءات مراقبة خاصة في معبر باب سبتة 2، للحد من الضغط على الحدود وتنظيم تدفق حركة المرور اليومية." لهذا، وفق موغيريني، ف"الوضع في المعبر الحدودي المخصص للحمالين بسبتة، قضية يجب طرحها في إطار العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا"، مشيرة إلى أن قضية المعابر "لا توجد إلى حدود الساعة في جدول أعمال المباحثات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب". وأشارت، كذلك، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يتدخل في القضايا الثنائية، لأن لديه مع المغرب "حوارا أوسع حول الهجرة وأمن الحدود". إلى ذلك، تزايدت حدة الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة الإسبانية، داخليا وخارجيا، بسبب وفاة 6 حمالات مغربيات في معابر الموت في الحدود مع سبتة في أقل من 12 شهرا. لهذا تتجه إسبانيا إلى تشييد معبر ثالث، قد يطلق عليه معبر "باب سبتة III"، لينضاف إلى معبر "باب سبتة" الرئيس والقديم، و"باب سبتة الثاني" الذي دشن في فبراير 2017، رغم أن المعبر الثاني لم يحقق الأهداف المرجوة إلى حدود الساعة، وهي وقف معاناة ومقتل الحمالين.