تزامنا مع الاستفزازات الأخيرة لجبهة "البوليساريو" شرق الجدار العازل في الصحراء المغربية، عمد المغرب على تعزيز حضوره العسكري في المناطق الجنوبية، بالموازاة مع تصريحات صارمة جدا لوزيري الداخلية والخارجية، تنبه "البوليساريو" وتحمل الأممالمتحدة مسؤولية التطورات التي تعرفها المنطقة. وحسب مصادر مطلعة، فعلى المدى اليومين الماضيين، شوهدت شاحنات تابعة للقوات المسلحة الملكية تصل إلى مدينة العيون الجنوبية، محملة بالعتاد العسكري، وسط تعزيز لحضور الجنود المغاربة في المناطق الجنوبية. وفيما أطلق وزيرا الخارجية والداخلية، أمس الأحد، تصريحات مباشرة لا تستثني خيار الحرب في المنطقة، حيث قال وزير الخارجية، ناصر بوريطة، في راسلة واضحة للأمم المتحدة "إذا لم تتحملوا مسؤوليتكم تجاه التطورات الأخيرة المغرب قادر على تحمل مسؤوليته"، مستعرضا الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المغرب لتطويق الأزمة، كما أكد وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت أن الجهود الميدانية أهم من الجهود الدبلوماسية، ما حمل تلويحا بخيار استعمال القوة لإعادة المنطقة لوضعها الطبيعي. يشار إلى أن أزمة مماثلة عرفتها المنطقة العام الماضي، بحضور عسكري ل"البوليساريو" في المنطقة، حيث اتخذ المغرب قرار تعزيز حضوره العسكري في المنطقة العازلة ردا على الاستفزازات، ما جعل القوات المغربية على مرمى حجر من ميليشيا "البوليساريو" في مشهد ينذر باندلاع الحرب في أي لحظة، وهو الوضع الذي انتهى بتدخل عاجل للأمين العام للأمم المتحدة، حيث وجه دعوة للطرفين للتراجع، وهي الدعوة التي استجاب لها المغرب على الفور، فيما تعنتت "البوليساريو" ما جر عليها انتقادات دولية.