بخلاف الأرقام، التي أعلنتها وزارة الداخلية على خلفية الأحداث الأخيرة، التي عرفتها مدينة جرادة، منتصف شهر مارس الجاري، والتي عرفت ب"الأربعاء الأسود"، قال حقوقيون إن عدد المعتقلين في المدينة المنجمية على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات فاق 70 شخصا. وقال حقوقيون نظموا، اليوم الجمعة، ندوة في العاصمة الرباط، للإعلان عن ميلاد "الهيآت الديمقراطية المساندة، والداعمة لحراك جرادة"، إن المعطيات، التي استقاها من فاعلين حقوقيين محليين، تؤكد أن عدد المعتقلين في المدينة المنجمية في علاقة مع الاحتجاجات، التي انطلقت قبل ثلاثة أشهر فاق عددهم 70 معتقلا، فيما أعلنت وزارة الداخلية أنها أحالت على المحاكمة 22 شخصا على خلفية "الأربعاء الأسود". وفي السياق ذاته، أعلنت الهيآت اليسارية، المكونة لهيأة دعم حراك جرادة، عزم قياداتها النزول بقوة، يوم الاثنين المقبل، في مدينة وجدة، تزامنا مع مثول مجموعة من معتقلي "حراك جرادة" أمام المحكمة، للتعبير عن التضامن مع المعتقلين، المتابعين، والمطالبة بإطلاق سراحهم. وأوضحت الهيآت، في ندوتها، اليوم، أن الوضع الوطني بكل أبعاده السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية يعرف حالة من الانحباس الشامل، وهو ما يفسر، حسب قولها: "تعدد، وتواتر الحركات الاحتجاجية، التي تشهدها مجموعة من مناطق المغرب العميق، بدءا من حراك الحسيمة، وما خلفه من انتهاكات لحقوق الإنسان بفعل اعتماد مقاربة أمنية قمعية، رافقها الاستعمال المفرط للقوة، وممارسة التعذيب، والمس بالحق في الحياة، والسلامة الجسدية، كما أسفرت عن جملة من الاعتقالات، والمحاكمات، التي لاتزال مستمرة". ودعت الهيآت الداعمة لحراك جرادة، اليوم، إلى خلق جبهة اجتماعية، قادرة على المساهمة في تعديل ميزان القوى لفائدة الكادحين، والمهمشين، وكل الفئات الاجتماعية ضحية الاستغلال، وبناء دمقراطية حقيقية بكافة أبعادها، وتحقيق تنمية شاملة وعدالة اجتماعية.