إذا كان هناك استنتاج مشترك بين شركات التأمين اليوم، فهو الارتفاع الكبير لحوادث السيارات، وهي حقيقة كان لها تأثير على أرباح شركات القطاع، على الرغم من أن أرقام "سهام للتأمينات" كانت جيدة، إلا أن إدارة الشركة لم تخف قلقها. وهو ما عبر عنه محمد ودغيري، مدير عام ب"سهام للتأمين"، خلال ندوة تقديم النتائج السنوية للشركة، حيث أكد على أن نسبة التصاريح بحوادث السير ارتفعت بشكل كبير خلال السنة الماضية، وهو ما يعني خسائر جمة لشركات التأمين، مرجعا أهم الأسباب إلى مشكل الكثافة بالطرقات المغربية، والذي يعني عدد المركبات في كل كيلومتر مربع هذه مشكلة حقيقية في المغرب، حيث إن عدد السيارات والشاحنات المؤمنة في المغرب خلال سنة 2006 لم يكن يتجاوز 1.5 مليون مركبة، لكن العدد ارتفع في نهاية عام 2016 لأكثر من 3.7 مليون مركبة، في حين لم تكن هناك طفرة في البنية التحتية الطرقية"، يقول ودغيري. ولم يستبعد المدير العام ب"سهام" ضرورة إيجاد حلول عملية لهذه الإشكالية للحفاظ على توازنات الشركة المالية، وأيضا تشديد المراقبة لمكافحة التدليس، مشيرا إلى أنه تم إطلاق دراسة من قبل مهنيي القطاع لتحديد أسباب هذا الارتفاع في تكلفة الخدمات المرتبطة بالضمانات. وعن النتائج المالية للشركة، أعلن مسؤولو مجموعة "سهام للتأمين" تسجيل ارتفاع قياسي في الأرباح التي حققتها خلال السنة المالية الماضية، حيث بلغت الأرباح الصافية ل"سهام للتأمين" في 2017 ما يقارب 441 مليون درهم، مقابل 282 مليون درهم. وسجل رقم معاملات المجموعة زيادة بنسبة 3ر10 في المائة، بعد ما بلغ في السنة الماضية 8ر4 مليارات من الدراهم، وذلك في سياق تنافسي شديد، وبلغ رقم المعاملات المتعلق بالتأمينات على الحياة أكثر من مليار درهم، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة مع سنة 2016. ويتعلق هذا الأداء بجميع الأصناف، ولا سيما تطوير التأمين المصرفي مع مصرف المغرب. وبلغ رقم معاملات أنشطة التأمين على غير الحياة 82ر3 مليارات درهم، أي بزيادة 5.7 في المائة مقارنة مع سنة 2016، وارتفعت الأصول الذاتية للمجموعة إلى 7ر3 مليارات درهم، إلى نهاية دجنبر، مقابل 4ر3 مليارات درهم في نهاية 2016، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 9ر7 في المائة. ولم يفوت مسؤولو الشركة فرصة تقديم النتائج المالية للشركة، لإبراز أهم خدمة تم إطلاقها مؤخرا من طرف "سهام" والمتمثلة في إنشاء المصنع الرقمي Digital Factory، باعتباره فضاء تعاونيا متميزا، يجمع فريقا من الكفاءات المتعددة التخصصات والملتزمة بالعمل من أجل المساهمة في تحويل شامل للمؤسسة، وبذلك يساهم خبراء المهنة من خلال العمل إلى جانب مجموعة من الشباب المطورين المتخصصين في تطوير البرمجيات، بالإضافة إلى مصممي تجربة المستخدم في مجال تصميم الويب وكفاءات أخرى تم تكوينها لاستعمال أحدث التكنولوجيات. وعن أهداف المشروع الجديد، قال المسؤولون إنها متعددة أهمها العمل على تسهيل وتبسيط علاقة الزبون مع المؤسسة، كيفما كانت طبيعة القناة المستخدمة، وكذا التوفر على تطبيق ملائم يمكن من تحديد الموقع الجغرافي بنقرة واحدة فقط، بالإضافة إلى العمل على تطوير تطبيقات جديدة ذات قيمة مضافة يستفيد منها المؤمن عليه، ثم تحسين معارف الزبناء بخصوص كل ما يتعلق بالتأمين .