أكد علي القبلاوي، نائب سفير دولة فلسطين بالمغرب أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، سيحط الرحال الأسبوع المقبل بمدينة القدسالمحتلة، في زيارة رسمية إلى الأراضي الفلسطينية تستهل يوم الثلاثاء 27 مارس الجاري. المسؤول الفلسطيني، نفى في حديثه ل"اليوم24″، وجود أي تنسيق مباشر بين الحكومة المغربية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل استكمال إجراءات الزيارة المرتقبة، مؤكدا في المقابل أن التنسيق سيكون مع السلطة الفلسطينية "والتي ستحرص على إبقاء التعامل مباشرا بينها وبين المغرب"، حسب المسؤول. في هذا السياق، وحسب مصدر مسؤول من وزارة الخارجية، فإن زيارة بوريطة التي تعد الأولى من نوعها، ستقوده إلى لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وستمتد ثلاثة أيام، يزور خلالها المسؤول المغربي عددا من المدن الفلسطينية، منها مدينتي القدسالمحتلة ورام الله. وحول الغاية من الزيارة، أوضح المصدر ذاته أنها تأتي بدعوة من الجانب الفلسطيني، وترمي إلى تأكيد موقف المغرب التاريخي المتمثل في دعم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس، كما تعكس حسب المتحدث "الأهمية الكبرى التي يوليها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس للمدينة المقدسة وفي إطار جهوده الرامية إلى الحفاظ على تراثها الديني والتاريخي المتعدد". هذه الجهود، عكسها خطاب سابق للعاهل المغربي في افتتاح لجنة القدس، اعتبر خلاله أن الدفاع عن المدينة السليبة، "ليس عملا ظرفيا، ولا يقتصر فقط على اجتماعات اللجنة، وإنما يشمل بالخصوص تحركاتها الدبلوماسية المؤثرة، والأعمال الميدانية الملموسة داخل القدس، التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها آلية تابعة للجنة"، وانطلاقا من ذلك، أكد الملك أن "حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الفارغة، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة". وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، تيسير جرادات، أكد بدوره خبر زيارة بوريطة المدينةالمحتلة، فذكر في حديثه إلى وكالة الأناضول للأنباء أن "الوزير المغربي سيصل إلى الأراضي الفلسطينية في 27 مارس الجاري، في زيارة رسمية سيتوجه خلالها إلى مدينة القدس". وفي الوقت الذي لم يذكر جرادات أي تفاصيل حول جدول أعمال الزيارة المرتقبة، لم يصدر أيضا عن الجانب المغربي أي بيان رسمي بهذا الخصوص. ونادرا ما يزور مسؤولون عرب مدينة القدسالمحتلة، لأن الوصول إليها يحتاج إلى تنسيق مباشر مع السلطات الإسرائيلية، وقد وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، آخر مسؤول عربي يقوم بزيارة إلى القدس، إذ زار المسجد الأقصى، في 15 من شهر فبراير الماضي. من جهة أخرى، أشار المسؤول الفلسطيني في حديثه إلى الأناضول، إلى أن وزراء ومسؤولين أوروبيين يعتزمون زيارة الأراضي الفلسطينية خلال الأيام المقبلة، في إطار تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية، مضيفا أنه يرتقب وصول وزيرا خارجية ألمانيا هايكو ماس، وفرنسا جان إيف لودريان، خلال الأيام المقبلة، في زيارتين منفصلتين إلى الأراضي الفلسطينية، حيث سيلتقيان بالرئيس محمود عباس، ومسؤولين فلسطينيين، دون الإشارة لموعد الزيارتين أو القضايا التي ستبحث خلالهما.