اعترف وزير الصحة أنس الدكالي، بالتحدي الكبير الذي يواجهه المغرب بخصوص القضاء على داء السل الفتاك والمنتشر بنسب مقلقة ومخيفة بين المغاربة، مما يعيق الإستراتيجية الوطنية التي تقودها وزارة الصحة وشركاؤها بالقطاعات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على السل في أفق 2030، حيث تراهن وزارته على الملتقى الوطني لمدينة الرباط يوم الاثنين المقبل، لإطلاق إستراتيجية جديدة وضعها المغرب بدعم من منظمة الصحة العالمية، تعتمد وسائل وتقنيات متطورة لمحاربة السل. وفي هذا السياق قال انس الدكالي خلال حضوره يوم أول أمس الخميس بفاس، لمراسيم الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة داء السل نظمته"العصبة المغربية لمحاربة داء السل"، وشارك فيه عمدتي فاسومكناس ادرس الازمي وعبد الله بوانو ونائب رئيس جهة فاس/ مكناس محند العنصر، فيما غابت عنه كاتبة الدولة في الإسكان فاطمة لكيحل ووزيرة الأسرة والتضامن بسيمة الحقوي،( قال الدكالي)"، إن" المغرب وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لمحاربة هذا الوباء الفتاك ومحاصرته، والتي بدأت مع إطلاق الحملة الوطنية سنة 1971، فان السل لا زال يمثل مع الأسف الشديد تحديا حقيقيا ومقلقا للصحة بالمغرب"، حيث كشف وزير الصحة، بأن " المغرب تمكن سنة 2017 الى تخفيض نسبة الإصابة الى 88 حالة عن كل 100 ألف نسمة، فيما تظهر عن كل سنة أزيد من 30 ألف حالة جديدة، مما عقد من مأمورية الجهود المبذولة للقاء على داء السل في 2030، مما يتطلب بحسب وزير الصحة، تكثيف جهود جميع المتدخلين، والمرور الى السرعة النهائية في التشخيص المبكر والعلاج لتدارك ال12 سنة المتبقية عن الموعد الذي حددته الإستراتيجية الوطنية لبلوغ مغرب بدون داء للسل سنة 2030. ونبه وزير الصحة، الى أن وزارته لا يمكنها لوحدها محاربة السل، مشددا على أن هذا الداء الفتاك والذي يختار ضحاياه من الفئات التي تعاني الفقر والهشاشة، يحتاج الى تدخل كافة القطاعات الوزارية المعنية بالمعطيات السوسيو- اقتصادية التي حملها وزير الصحة مسؤولية انتشار الداء بين الفئات الفقيرة من المغاربة، ذكر منها ظروف السكن غير اللائق لعائلات مركبة ومختلطة، والاكتظاظ بضواحي المدن الكبرى، إضافة الى الانتشار المتزايد للفقر والهشاشة، حيث دعا انس الدكالي الى معالجة فورية للمحددات السوسيو- اقتصادية التي تزيد في انتشار السل والقضاء عليه، خصوصا أن ثلثي المصابين يتمركزون في هوامش المدن الكبرى كالدار البيضاءوفاس وسلا وطنجة، حيث ينتشر الفقر والهشاشة، بحسب تعبير وزير الصحة. من جهته قدم رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل جمال الدين البوزيدي، صورة قاتمة عن معركة المغرب ضد داء السل الفتاك، مبرزا أن نسبة الإصابة بين المغاربة وبخلاف الرقم الذي قدمه وزير الصحة، وصل الى 91 مصابا ضمن 10 ألف نسمة، وان الحالات الجديدة تتجاوز 36 ألف حالة سنويا، منها 5 آلاف حالة غير معروفة، تتحول الى مصدر للعدوى ونشر المرض، حيث أن كل مريض قد ينقل العدوى الى 15 شخصا، فيما يبقى التحدي الثاني الذي توقف عنده رئيس العصبة، هو طول الفترة المخصصة للعلاج اقصرها تمتد الى 6 أشهر، مما يجعل عدد من المرضى ينقطعون عن اخذ الأدوية، بنسبة تتراوح ما بين 7و20 بالمائة، يتحولون هم أيضا الى قنابل موقوتة لتوسيع قاعدة المصابين بداء السل القاتل. ممثلة الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الدولي في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية " كويكا"(KOICA، والتي حضرت لقاء فاس للاحتفال بجهود المغرب في محاربة داء السل، اعترفت هي الأخرى بالصعوبات التي تواجهها مختلف الدول للقضاء على السل ومن ضمنها المغرب، وهو ما دفعها بحسب ما أعلنت عنه ممثلة الوكالة الكورية الجنوبية، الى تمديد شراكتها مع وزارة الصحة والعصبة المغربية لمحاربة السل، عبر المنظمة الكورية غير الحكومية "غلوبل كور"، حتى سنة 2020 من اجل تفعيل نظام جديد وبتقنيات حديثة في مجال التشخيص المبكر ومراقبة المصابين، تورد ممثلة الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الدولي، وهو ما أكده رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل، عبر إشادته بنظام العلب الذكية التي ابتكرتها مؤخرا كوريا الجنوبية، تمكن عبر تطبيقات ذكية تتبع المرضى بدقة كبيرة، حيث سلمت المنظمة الكورية كمية منها كدفعة أولى بشكل مجاني للمغرب، فيما التزمت بتحملها ل 70 بالمائة من التكاليف وأداء شركاء العصبة المغربية لمحاربة السل نسبة 30 بالمائة.