أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، مساء أمس الجمعة ببروكسل، في لقاء مع الأئمة والقيمين الدينيين المغاربة ببلجيكا، على الدور المحوري للأئمة المغاربة في نشر قيم التسامح والإسلام الوسطي في مجتمع الاستقبال. وحث "عامر" الأئمة، على نشر المبادئ التي يقوم عليها المجتمع المغربي منذ 12 قرنا، والذي يتميز بقيمه الأصيلة التي تشكل مصدر قوته، وتحصنه ضد التيارات المتشددة. وأبرز المتحدث ذاته، أن مؤسسة إمارة المؤمنين تشكل حصنا منيعا ضد أي انحراف عن الإسلام، ومصدرا للأمن الروحي لجميع المواطنين سواء في المغرب أو خارجه، مشيدا بالجهود التي يبذلها الأئمة المغاربة في بلجيكا من أجل تأطير وتوجيه المؤمنين حسب تعاليم الإسلام الوسطي المعتدل، مؤكدا على ضرورة تشبث الأئمة والقيمين الدينيين بمساجد بلجيكا بوطنهم الأم، وبالقيم الاجتماعية للعيش المشترك والتسامح والتعايش. وذكر "عامر"، في هذا السياق بالخطب التي وجهها الملك محمد السادس لأفراد الجالية المغربية بالخارج، وخاصة خطاب غشت 2016 بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، والذي دعا فيه الملك، مغاربة العالم إلى التشبث بقيم دينهم، وبتقاليدهم العريقة، في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب التي تبقى غريبة عنهم، وكذا الحفاظ على السمعة الطيبة ، المعروفين بها، والتحلي بالصبر، في هذا الظرف الصعب، وعلى توحيد صفوفهم وان يكونوا دائما في طليعة المدافعين، عن السلم والوئام والعيش المشترك، في بلدان إقامتهم. من جهة أخرى، أكد "عامر" على أن المغرب يشكل اليوم ملاذا للسلام في منطقة تعيش على إيقاع الاضطرابات، وذلك بفضل حكمة الملك ورؤيته الاستباقية، والإصلاحات ومشاريع التنمية التي تشهدها المملكة، كما أثار المكانة التي تحظى بها المملكة في محافل الأمم وامتدادها الإفريقي، والذي يتعزز بالراوبط الروحية والانشغالات المشتركة لتحقيق التنمية والرفاه. ولم تفت السفير المغربي، الفرصة ليثير انتباه الحاضرين بشأن ضرورة التحلي باليقظة لمواجهة المحاولات اليائسة لأعداء الوحدة الترابية، والاستمرار في وتيرة التعبئة التي أبانوا عنها من أجل الدفاع على ثوابت الأمة. وحضر هذا اللقاء على الخصوص رئيس الجهاز التنفيذي لمسلمي بلجيكا، الجهاز الرسمي البلجيكي لتدبير الممارسات الدينية للمسلمين، صلاح الشلاوي، ورئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الطاهر التجكاني، وعدد من العلماء وأئمة المساجد في بلجيكا.