قال مصدر مقرب من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، إن اصطفاف حزب الأصالة والمعاصرة وصحافته، إضافة إلى اتحاد إدريس لشكر، "يؤكد أن محاكمة بوعشرين تتم بغرض تصفية حسابات سياسية". وأضاف المصدر أن بنكيران "يتابع بتفصيل محاكمة بوعشرين"، و"يسجل أن اصطفاف "البام" واتحاد لشكر ضده يجعل من محاكمته محاكمة ذات طبيعة سياسية". من جهة أخرى، وفي سياق محاولة التشويش على موقفه من قضية محاكمة بوعشرين من قبل بعض المشتكيات ودفاعهن من نشطاء بعض الأحزاب السياسية، إلا أن محمد بن سعيد آيت يدر، الزعيم اليساري المعروف، ظل وفيا لموقفه الذي عبّر عنه أول مرة تجاه محاكمة بوعشرين، حيث اعتبر طريقة اعتقاله "مخالفة للقانون". وفي آخر خطوة للتشويش على مواقف القيادات الوطنية التاريخية، من قبيل بنسعيد واليازغي وآخرين، زارت بعض المشتكيات بنسعيد في بيته بالدار البيضاء في محاولة للتأثير على موقفه دون جدوى. وبحسب مصدر مطلع، فقد عبّر بنسعيد عن موقف مبدئي رافض للعنف ضد النساء أو استغلالهن بأية طريقة كانت، لكنه شدد مرة أخرى على إدانته لطريقة اعتقال مدير نشر "أخبار اليوم"، قائلا إن "طريقة الاعتقال كانت مخالفة للقانون"، وإنه "كان يكفي الاستماع للمشتكيّات واستدعاء المتهم من أجل التحقيق معه في المنسوب إليه". وانتقد بنسعيد محاولة السلطات الأمنية "بث الهلع" في نفوس الصحفيين من خلال طريقة اعتقال بوعشرين، وهو نفس الهدف الذي سعت إليه من خلال اعتقال المحتجين في الريف وجرادة، وبحسب المصدر، فإن "المستهدف هو حريات المواطنين". وتوقف بنسعيد عند التشهير بالصحفي بوعشرين قبل أن يقول القضاء كلمته، واعتبر أن الإعلام العمومي هو ملك لجميع المواطنين، وبالتالي فهو ملزم باحترام وجهات النظر المختلفة، وليس الاقتصار على وجهة نظر واحدة، هي وجهة نظر السلطة. من جهته، قال المعطي منجب، مؤرخ وحقوقي، إن التشهير بالصحفي بوعشرين "بدأ قبل أن يُرفع السر القضائي"، متهما جهات بأنها كانت "وراء نشر صور أظن أنها مفبركة". واعتبر منجب أن هناك مبالغة واستهداف مباشر في قضية بوعشرين. وأضاف منجب في تصريح للقناة الإلكترونية "الأنباء تي في" بالقول: "قناعتي الشخصية أن توفيق لم يغتصب أحدا، وأنا أتحمل مسؤوليتي في ذلك، لأني أعرف أن السلطة يمكن أن تفعل كل شيء لإظهار توفيق كمغتصب ويتجر في البشر". مضيفا "بوعشرين اعتقل بسبب قلمه، وأتمنى أن يخرج سالما جسديا ونفسيا". وشبّه منجب طريقة اعتقال بوعشرين وأسلوب التشهير به بما "كان يفعله نظام الرئيسي التونسي الأسبق زين العابدين بنعلي الذي أطاحت به ثورة تونس سنة 2011″، وبالأساليب التي "يستعملها نظام عبد الفتاح السياسي في مصر". وقال إن "الشعب سيعرف الحقيقة آجلا أم عاجلا، بأن بوعشرين تريد السلطة تصفيته بسبب قلمه"، وإن "ذلك يهدف إلى الضغط على الحقوقيين والصحفيين حتى لا يقولوا ما لا تريده السلطة".