لا تزال الأحداث تتطور بسرعة كبيرة في المدينة المنجمية جرادة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ليصل عدد المعتصمين داخل آبار الفحم الحجري "الساندريات" يتضاعف، احتجاجا على البلاغ الأخير لوزارة الداخلية. وأوضح نشطاء في "حراك جرادة" أن عدد المعتصمين داخل الساندريات، إلى حدود ظهر اليوم الأربعاء، تجاوز 50 شخصا، مشيرين إلى وجود أربع محاولات داخل آبار الفحم الحجري، المحيطة بجرادة، لم تنجح قوات الوقاية المدنية من انتشالها إلى حدود الساعة، على الرغم من تدخلها. وفي السياق ذاته، وتزامنا مع الاعتصامات داخل "الساندريات"، حج المئات من أهالي جرادة إلى منطقة "فيلاج يوسف"، حيث يعتصم عمال الفحم الحجري، رافعين شعارات رافضة للمقاربة الأمنية، التي بدأت تظهر ملامحها في المنطقة، ومطالبين ببديل اقتصادي حقيقي لتنمية المدينة، وهو الشعار، الذي يرفعه الأهالي منذ أزيد من أربعة أشهر. وفيما يخوض أهالي جرادة اعتصامهم، واحتجاجاتهم في محيط آبار "فيلاج يوسف"، يخوض أهالي منطقة حاسي بلال، الموجودة على مشارف جرادة، اعتصاما مماثلا، تضامنا مع المعتصمين في المناجم، حيث زحفوا في مسيرة حاشدة، للاعتصام في "جبل حاسي بلال" رافعين المطالب ذاتها. وأصدرت وزارة الداخلية، وعمالة جرادة، مساء أمس الثلاثاء، بلاغا تؤكد فيه حقها في استعمال القوة لفض الاحتجاجات غير المرخصة في مدينة جرادة، فيما تعرف المدينة، منذ بداية الأسبوع الجاري، إنزالا أمنيا مكثفا، لم يسجل فيه إلى الآن، أي تدخل بالقوة لفض الاعتصامات.