خلقت الوضعية الجديدة على الحدود الشرقية للمملكة المتسمة بتشديد المراقبة من قبل السلطات الجزائرية على منافذ التهريب، حالة كساد غير مسبوقة في تجارة الحمير بقرى ومدن الشريط الحدودي وقالت مصادر مطلعة ل"اليوم 24" أن المهربون شرعوا على نطاق واسع في عملية للتخلص من حميرهم التي كانوا يستعملونها في التهريب (نقل المحروقات)، وأضافت نفس المصادر من مدينة بني أدرار المتاخمة للشريط الحدودي أن مجموعة من المهربين بالمناطق المجاورة للمدينة لوحظوا وهم ينقلون قطعان الحمير التي يمتلكونها إلى الأسواق الأسبوعية المجاورة خاصة بمدينة احفير والسوق الأسبوعي لبلدة "عين الصفاء" للتخلص منها بعد أن أصبحت تشكل عبئا حقيقيا على أصحابها أمام غياب حركة التهريب وما يعنيه ذلك من أعباء مادية على المهربين. وكشفت المصادر ذاتها أن بعض المهربين كانوا يمتلكون قطاعانا من الحمير وصلت عند بعضهم إلى 60 رأسا، يستغلونها في نقل المواد المهربة من الجارة الشرقية، بمختلف منافذ التهريب، وتأتي حالة الكساد وفق نفس المصدر إلى الإجراءات التي سنتها السلطات الجزائرية خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي منعت بشكل شبه كلي نفاذ سلعها إلى التراب المغربي تحت طائلة إطلاق النار والاعتقال. وكشفت نفس المصادر أن أثمنة الحمير قبل هذه الأزمة كانت تتراوح ما بين 2000 و 3000 درهم للحمار، لكن أمام الوضع الجديد أصبح الحمار لا يتعدى ثمنه 500 درهم على أكثر تقدير، هذا في حالة إذا وجد زبون يقتنيه. وفي سياق متصل قالت شهود عيان أن الأزمة التي خلقتها الإجراءات الأمنية المشددة بدأت تنعكس على الشريحة المشتغلة في القطاع خاصة في المدن والبلدات المتاخمة للحدود والتي يشتغل غالبية ساكنتها النشيطة في مجال التهريب، وبدأت تظهر بعض السلوكات المنحرفة بهذه المدن.