تجاهل النظام السوري وحلفاؤه قرار مجلس الأمن الدولي تطبيق هدنة إنسانية، حيث لم يتوقف إطلاق النار بالغوطة الشرقية إلا ل5 ساعات فقط، قبل أن يعود القصف من جديد، معمقا الأزمة الإنسانية، التي يعانيها المدنيون. وبدأت قوات بشار الأسد بمساندة المليشيات الداعمة لها هجوما بريا واسعا لاقتحام الغوطة الشرقية من ثلاثة محاور، تحت غطاء ناري كثيف، وإسناد مدفعي وجوي شاركت فيه مقاتلات روسية بحسب مصادر في المعارضة السورية المسلحة. وقال ناشطون سوريون من داخل الغوطة، اليوم الأحد، إن قوات النظام تشن هجوماً برياً مدعوماً بقصف جوي، وصاروخي مزدوج على محور بلدتي حزرما والزريقية، وأكدوا أن اشتباكات عنيفة بين الفصائل، وقوات النظام وقعت بعد قرار الهدنة، وذلك بعد محاولة قوات النظام اقتحام مدينة حرستا في الغوطة الشرقية. ويأتي ذلك رغم قرار تبناه مجلس الأمن الدولي مساء السبت يطلب فيه هدنة "من دون تأخير" في معقل فصائل المعارضة المحاصر، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استؤنفت عند الساعة السابعة والنصف صباحاً الغارات الجوية بغارتين على منطقة الشيفونية في ضواحي دوما" في الغوطة الشرقية، حيث قتل نحو 519 مدنياً خلال سبعة أيام من القصف، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. وكان مسعفون في منطقة الغوطة الشرقية السورية، أكدوا، مساء أمس السبت، أن القصف لم يهدأ لفترة من الوقت لإحصاء الجثث، وذلك في واحدة من أكثر حملات القصف فتكاً في الحرب الأهلية، المستمرة في سوريا، منذ سبع سنوات، بينما دعا مجلس الأمن الدولي إلى هدنة إنسانية مدتها 30 يوماً. كما أفادت قناة الجزيرة الفضائية، عبر مراسليها، بأن المدينة قصفت بالبراميل المتفجرة، وأن طائرات روسية، وسورية شنت غارات على مدن وبلدات في الغوطة الشرقية المحاصرة بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الأمن، بينما وصل عدد قتلى الغوطة، أمس السبت، إلى 54 مدنياً. إلا أن مواقع موالية للنظام في المقابل قالت إن القصف استهدف مواقع لجبهة النصرة.