تحل اليوم السبت، الذكرى ال 43 على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم. أم كلثوم كانت ومازالت الصوت المفضل المحبوب فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولقد أحبت الغناء وأجادت فيه وانفردت، فانحنى لها معجبيها إجلالا وتقديرا، لتكون بدورها كوكب الشرق. تعاملت "كوكب الشرق" مع العديد من الملحنين والشعراء، حيث شارك معها عدد من أمهر الموسيقيين المصريين وأبرعهم "نجوم العصر الذهبى" كما يلقبون، كما تميزت بقدراتها الأدبية والشعرية إذ كانت ذواقة للكلمة وحسن اختيارها للتعبير الجذاب وسحر الألفاظ العربية كانت ولم تزل نهرا فنيا لا ينضب وستبقى كذلك زمنا طويلا من مستقبلنا ولأجيال أجيالنا. ولدت أم كلثوم فى محافظة الدقهلية، وهى بنت إبراهيم البلتاجى أحد مؤذنى قرية طماى الزهايرة، التابعة لمركز ميت غمر آنذاك، واسمها الحقيقى فاطمة، ولكن سماها أبوها أم كلثوم لولادتها فى ليلة القدر، وكانت تحفظ وتغنى القصائد والتواشيح هى وأخوها خالد، وفى سن العاشرة غنت أم كلثوم أمام الجمهور فى بيت شيخ البلد بقريتها، وبدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها، واشتهرت فى مصر وفى عموم الوطن العربى فى القرن العشرين، ومن أشهر ألقابها "كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى وسلطانة الطرب". وطفقت تغنى منذ طفولتها وانتقلت إلى القاهرة عام 1922 وتبناها أبو العلا محمد وشكلت اول تخت موسيقى لها عام 1926، ودخلت الإذاعة المصرية عام 1934 كأول فنانة مصرية، وأسست فى عام 1943 أول نقابة للموسيقيين برئاستها وبقيت عشر سنوات على رأس النقابة، ويجمع تراثها الغنائى الزاخر حوالى 700 أغنية وقصيدة، منها حوالى 136 عملا لأحمد رامى و 122 عملا لبيرم التونسى.. قدمت للسينما 6 أفلام وأطلق عليها عدة ألقاب ونالت جوائز وطنية وعربية لا تعد ولا تحصى وكان لها مكانتها فى القلوب. وبعد عطاء دام لأكثر من نصف قرن بدأت رحلة العطاء تنضب، حيث تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف بعد أن تكالب عليها المرض "التهاب الكلى" وأوقعها خلال بروفات أغنية "أوقاتى بتحلو معاك"، سافرت بعدها إلى لندن للعلاج، ولكن قبل سفرها كانت قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر التى كان مطلعها "ياللى شبابك فى جنود الله.. والحرب فى قلوبهم صيام وصلاة"، وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطى تلحينها حتى تغنيها فى عيد النصر لكنها توفيت قبل أن تؤديها. وكانت الإذاعة المصرية منذ 22 يناير 1975 تستهل نشراتها بأخبار مرض كوكب الشرق حتى تُطمئن محبيها حتى أن بعض المعجبين أرادوا التبرع بالدم آنذاك لأم كلثوم، ولكن القدر قال كلمته، ففى 3 فبراير 1975 اندمجت إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب فى موجة واحدة لتعلن وفاة كوكب الشرق، حيث ظهر يوسف السباعى فى تمام السادسة مساء ليلقى نبأ الوفاة، بينما وقف المهندس سيد مرعى رئيس مجلس الشعب وقتها خلال الجلسة دقيقة حداد، بينما سيطر الوجوم على محبيها من كل حدب وصوب والذين كانوا يعرفون أنهم فقدوا آخر رابط حقيقى بينهم، لقد فقدت مصر هرمها الرابع، وفقد العالم العربى كوكبه المشرق لقد ماتت أم كلثوم. وبعد يومين من وفاتها بمستشفى المعادى فى القاهرة، تم تشييع الجثمان فى جنازة شعبية ورسمية مهيبة، وكانت ضخمة إذ بلغ عدد المشيعين أكثر من 4 مليون شخص.