اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن الفلسطينيين "قلَّلوا من احترام" الولاياتالمتحدة، مؤكداً أنه سيعلِّق مساعدات بمئات ملايين الدولارات إلى أن يوافقوا على العودة إلى محادثات سلام برعاية واشنطن. وقال ترامب، خلال لقاء وُدِّي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في دافوس، حيث يشاركان في المنتدى الاقتصادي العالمي: "لقد قلَّلوا من احترامنا قبل أسبوع، بعدم السماح لنائب الرئيس، الرائع، بمقابلتهم". وأضاف ترامب: "نحن نمنحهم مئات الملايين، وهذه الأموال لن تُسلَّم لهم إلا إذا جلسوا وتفاوضوا حول السلام". واختتم نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أول أمس الثلاثاء، أول جولة له في الشرق الأوسط، بزيارة إسرائيل بعدما قاطع الفلسطينيون زيارته ورفضوا الاجتماع معه. وألقى بنس، الإثنين 22 يناير الجاري، خطاباً أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، تعهد فيه بنقل السفارة الأميركية إلى القدس قبل نهاية عام 2019. ورفض مسؤولون فلسطينيون انتقادات ترامب، الذي اعتبر أن الفلسطينيين "قلَّلوا من احترام" الولاياتالمتحدة بمقاطعتهم زيارة نائبه، مايك بنس، إلى المنطقة، بينما وصفته مسؤولة كبيرة ب"الظالم". وأكد متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن الفلسطينيين لن يلتقوا مسؤولي الإدارة الأميركية لحين سحب الولاياتالمتحدة اعترافها بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة الصحافة الفرنسية: "نحن نقول: ما لم تتراجع الإدارة الأميركية عن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فإنها ستبقى خارج الطاولة (المفاوضات)". ودعا أبو ردينة الإدارة الأميركية إلى "التراجع عن قرارها والاعتراف بدولة فلسطينوالقدس الشرقية عاصمة لها، واحترام قرارات مجلس الأمن وقرارات الشرعية الدولية"، مؤكداً أن هذا ما يعتبره الفلسطينيون "أساس أي مفاوضات قادمة". وأضاف: "أي أحد لا يحترم هذه الأسس فسيكون خارج الطاولة". بينما أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن "عدم لقاء ظالِمك ليس دليلاً على عدم الاحترام؛ بل دليل على احترامك ذاتك". وبحسب عشراوي، فإن "هؤلاء الذين لم يقوموا فحسب بعدم احترام حقوق الفلسطينيين؛ بل وخرقوا القانون الدولي، هم هؤلاء في الإدارة الأميركية، الذين قرروا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وتابعت: "هذا ليس مجرد عدم احترام، هذه ضربة وجودية للفلسطينيين". وتشهد العلاقات الفلسطينية-الأميركية توتراً شديداً بعد قرار ترامب في 6 دجنبر الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والذي أنهى عقوداً من الدبلوماسية الأميركية المتريِّثة؛ ما دفع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى رفض لقاء بنس. ونفَّذ الفلسطينيون، الثلاثاء الفائت، إضراباً عاماً في الضفة الغربيةالمحتلة؛ للاحتجاج على زيارة بنس والتنديد بالانحياز التام إلى إسرائيل الذي تنتهجه إدارة ترامب، واندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من الحواجز العسكرية والمستوطنات. والقدس في صلب النزاع بين إسرائيل، والفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المنشودة، في حين أعلنت إسرائيل القدس، المحتلة منذ 1967، "عاصمتها الأبدية" في 1980.