في ظل شغور منصب وزير الصحة، وتوالي إضرابات العاملين في القطاع، لا زالت صور تردي الخدمات الصحية هي الأكثر تداولا، آخرها ما كشف عنه أب مكلوم بفقدان ابنه، بعد أن عجز عن أداء تكلفة بنزين سيارة الإسعاف التي فرضتها عليه إدارة مستشفى بني ملال. الغانمي محمد، أب رضيع لم يكمل يومه العاشر، ظهر في شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحكى كيف وجد نفسه عاجزا عن إنقاذ حياة ابنه، الذي ولد في خنيفرة، ونقل إلى بني ملال للاستشفاء، حيث طلب منه آداء فاتورة بنزين سيارة الإسعاف لنقل ابنه الرضيع لمستشفى الدارالبيضاء. وبتأثر كبير، يقول الغانمي الأب "ولدي توفى وماصبتش باش نديه"، ليجد نفسه هو وزوجه، يحملان الرضيع الذي اصفر لونه نتيجة تأخر علاجه، عاجزين عن آداء مبلغ رحلة سيارة الإسعاف إلى الدارالبيضاء لقصر ذات اليد، لا يملكون غير رفع مطالبهم في شعارات أمام إدارة مستشفى بني ملال، قبل أن يموت بين يديهم. ممثل جمعية الكرامة لحقوق الإنسان في بني ملال، قال إن الإبن بقي ستة أيام في بني ملال بعدما لم يتلق العلاج اللازم في خنيفرة بسبب نقص المعدات، مستنكرا تلكؤ مصالح المستشفى في نقل الرضيع للدار البيضاء قائلا "خمس مليون من ميزانية المستشفى لا تكفي لنقل المراطن في سيارة إسعاف!".