خلف قرار شركة الخطوط الجوية الإماراتية "طيران الإمارات" منع سفر المواطنات التونسيات حالة استياء عارمة في البلاد، ما دفع الحكومة التونسية إلى مطالبة الإمارات بتقديم اعتذار رسمي إلى التونسيين. وأكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن الإماراتيين اتصلوا به وقدموا اعتذاراهم عن منع النساء التونسيات من السفر إلى الإمارات أو عبر طائراتها، ولكنه شدد على أن بلاده تريد اعتذارا علنيا. تونسيات؟ …. أنتن ممنوعات من الدخول أو حتى العبور !! وبدأت الأزمة غير المسبوقة بين البلدين يوم الجمعة الماضي، حينما أقدمت الشركة الإماراتية على منع التونسيات القاصدات الإمارات كوجهة، أو عبوراً "ترانزيت" من الصعود لطائرات الخطوط الإماراتية. وأكدت عدد من المواطنات التونسيات أن مسؤولي الشركة قالو إن المنع ساري على كل النساء اللواتي يحملن جواز السفر التونسي، في المقابل يصعد الرجال التونسيون دون أي مشاكل إلى طائرات الخطوط الإماراتية. وبحسب مسؤولي الشركة فقد استثنى القرار التونسيات الحاصلات على الإقامة أو صاحبات جوازات السفر الدبلوماسية، من السفر على متن طائرتها المتجهة من مطار قرطاج الدولي إلى دبي، دون إبداء أسباب ذلك. جدل … فغضب وأثار هذا الحادث جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تونس، خصوصا بسبب غموض الأسباب الكامنة وراء هذا المنع. وبسبب ذلك شنت أغلب وسائل الإعلام التونسية هجوما حادا وغير مسبوق على دولة الإمارات وحكامها، معتبرين أن القرار لا يخلو من خلفية سياسية بسبب رفض تونس الاصطفاف مع شق دون آخر، في ما يتعلق بالأزمة الخليجية بين قطر من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى. تبريرات أمنية ومع ارتفاع حدة الغضب الشعبي ، أعلنت وزارة الخارجية التونسية، مساء الجمعة في بيان لها، أنه تمت مقابلة سفير الإمارات لدى تونس، في مقر الوزارة، للاستفسار وطلب توضيحات بخصوص الإجراء المتعلق بمنع التونسيات من السفر. وقالت الوزارة في بيانها، إن الدبلوماسي الإماراتي أكد أن هذا القرار كان "ظرفيا ويتعلّق بترتيبات أمنية، وأنه تم رفعه وتمكين كل المسافرات من المغادرة عبر الخطوط الإماراتية". أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، فقد خرج مساء الأحد، للتأكيد على أن تأخير مسافرات تونسيات من التوجه إلى الإمارات على متن رحلة تابعة لشركة "طيران الإمارات" سببه "معلومة أمنية". تواصلنا مع الأخوة في تونس حول معلومة أمنية فرضت إجراءات محددة وظرفية، وفِي الإمارات حيث نفخر بتجربتنا في تمكين المرأة نقدر المرأة التونسية ونحترمها ونثمن تجربتها الرائدة، ونعتبرها صِمَام الأمان، ولنتفادى معا محاولات التأويل والمغالطة. — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) December 24, 2017 بدورها قالت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش، اليوم الإثنين، إن الاجراء الإماراتي سببه مخاوف من حدوث اعتداء تنفذه نساء يحملن جوازات سفر تونسية. حوادث أخرى قد تكون السبب ولم التبريرات الغير واضحة للجانب الإماراتي المواطنين والحقوقيين التونسيين، حيث اعتبروا الحدث إهانة مقصودة من دولة الإمارات لكل نساء تونس، مطالبين الدولة باتخاذ موقف حازم يحفظ كرامة التونسيات. وفي رواية أخرى عن أسباب المنع، ذكرت صحيفة "عربي 21" نقلا عن مصدر مسؤول لم تسمه في الخطوط الجوية الإماراتية، "بأن السبب الحقيقي لمنع التونسيات من ركوب الطائرة الإماراتية المتوجهة إلى دبي، يعود أساسا لحادثة عرضية على متن طائرة إماراتية أخرى، تتعلق بمسافرة تونسية قامت بالتهجم على الطاقم الإماراتي إثر مناوشة حدثت بينها وبينهم على متن الطائرة، وهو ما جعل الشركة تتخذ هذا الإجراء الأمني كشكل من أشكال العقوبة الجماعية المؤقتة، لتتراجع بعدها عن القرار إثر استدعاء رئيس الحكومة للسفير الإماراتي واتخاذ الحادثة بعدا رسميا". المرزوقي يدعوا إلى منع الإماراتيين وتعليقا على الحادث دعا حزب "حراك تونس الإرادة" ، الذي يتزعمه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، إلى منع الإماراتيين من دخول تونس، وذلك ردا على منع التونسيات من دخول الإمارات. وندد الحزب في بيان له، بالقرار الإماراتي، ووصفه ب"الأرعن" "الذي، ينتهك الحق في التنقل، ويخالف كل الأعراف الدبلوماسية والتراتيب الخاصة بالنقل الدولي". وأوضح البيان أن القرار الإماراتي "يعكس استهدافا لتونس والنساء التونسيات؛ بغرض الإهانة". تمنعون نساءنا .. لن نقود طائراتكم أعلن تونسي يعمل قائد طائرة في الخطوط الجوية اليابانية امتناعه عن قيادة أو ترؤس رحلات ذاهبة من طوكيو إلى مطاري دبي وأبو ظبي رداً على قرار الطيران الإماراتي منع التونسيات من الصعود إليها. وقال الكابتن أكرم النويشي في لقاء مع برنامج محلي أنه لن يتراجع عن هذا القرار إلا بعد أن "يحترم الإماراتيون أنفسهم ويعرفون حجم الشعب التونسي"، مضيفاً أن الشركة التي يعمل فيها دعمت قراراه. و رأى الكابتن في حديثه مع shemsfm أن القرار "الذي اتخذته الإمارات همجي ومهزلة وغير مقبول وهو قرار متسرع يعكس سياسة هذه الدولة". والطيار أكرم النويشي هو أول طيار عربي يتم انتدابه في شركة الطيران اليابانية.
تحرك رسمي متذبذب وعلى عكس الرد الشعبي الغاضب من القرار الإماراتي، تأرجح الرد الحكومي بين المواجهة والتبرير. ومساء الجمعة أعلنت وزارة الخارجية التونسية، في بيان لها، أنه تمت مقابلة سفير الإمارات لدى تونس، في مقر الوزارة، للاستفسار وطلب توضيحات بخصوص الإجراء المتعلق بمنع التونسيات من السفر. ورفضت أحزاب ومنظمات حقوقية برودة تعامل السلطات مع إجراء اعتبرته "تمييزيا" حيث طالبت السلطات التونسية ب"الحزم" في مواجهته. تعليق للرحلات الجوية ومطالبة باعتذار ومع تصاعد الغضب الشعبي اضطرت السلطات التونسية أمس الأحد إلى تعليق رحلات شركة طيران الإمارات من تونس وإليها. وقالت وزارة النقل التونسية في بيان نشرته على مواقع التواصل إن تعليق رحلات شركة الطيران سيستمر حتى تتوصل هذه الأخيرة "لحل مناسب لتشغيل رحلاتها وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية" من جهته طالب وزير الشؤون الخارجية التونسي أبو ظبي، بتقديم اعتذار علني على حادثة منع التونسيات من السفر . ثم .. مطالبة بالإعتذار وقال الوزير خميس الجهيناوي في حديث لإذاعة محلية إن "الإماراتيين اتصلوا به هاتفيا وقدموا اعتذاراتهم"، مشيرا إلى أن تونس تريد اعتذارا علنيا. وأضاف الجهيناوي: "نعتبر طريقة فرز المسافرين غير شرعية وأخبرنا الشركة الإماراتية بذلك. وتابع: "الحكومات تمر والشعوب تبقى وتونس ساهمت مساهمة فعالة في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة".