دعت أمان جرعود، عضوة الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إلى ضرورة الموازنة بين البعدين الاحتجاجي والاقتراحي، و عدم الارتهان إلى الخنادق الايديولوجية لإنجاح التحديات التي تواجه مناهضي الاستبداد بالمغرب. وجاء ذلك ضمن خلاصات تقدمت بها جرعود في نهاية مداخلة لها عن "مداخل التغيير السياسي الممكن: الفاعلون والفرص المتاحة للعمل المشترك" في اطار ندوة نظمتها الجماعة عن "التحول السياسي بين محاولات الاجهاض وفرص التجاوز"، صباح اليوم بمدينة سلا. واعتبرت المتحدثة أن للتغيير ثلاث مداخل أولها قائم على الرهان على النظام السياسي نفسه الذي قد يعمد مرغما إلى إحداث تغييرات للتحول نحو الديمقراطية، مشيرة إلى أن هذه الحالة في الغالب تكون باحداث نوع من "الالتفاف" والتهرب من أزماته الخاصة. القيادية في جماعة الشيخ ياسين قللت من أهمية هذا الرهان على النظام في إحداث التغيير، معتبرة أن نتيجته الطبيعية تكون تغييرات جزئية في "الواجهة" فقط، في حين أن الغاية منه تكون التقاط الأنفاس بالنسبة للنظام من أجل عودة أكثر شراسة. رغم ذلك اعتبرت المتحدثة أن هذا السيناريو قد يمَکّن في إحداث تغيير موازين القوى. من جهة أخرى، اعتبرت المتحدثة ان الرهان على الفاعل السياسي والمجتمعي أنجع في احداث التغيير، عبر مسار ونفس توافقي يجمع تحالفا بين فرقاء سياسيين ومجتمعيين يكون قائما على أهداف دقيقة وبرامج واضحة تتجاوز الاتفاق المبدئي حول شعارات وأهداف عامة، لتصل الى "ميثاق" وتعاقد يعكس وعيا وإرادة جماعيين نحو التغيير. ولانجاح هذا التحالف اعتبرت جرعود انه لابد من "التعبئة" للشعوب وتنمية وعيها، ثم بناء تحالف ممانع عبر مدخل حوار مفتوح يكسر الطابوهات، ولا يستثني ولا يقصي أيا من الاطراف. واضافت ان هذا الحوار ينبغي ان يكون مفتوحا على الشعب، وألا يتم وضع سقف له، مع ضرورة توفر شجاعة لدى الفاعل السياسي اثناء هذا الحوار. واعتبرت المتحدثة ان المدخل الثالث للتغيير يكون فيه الرهان على هبة وحراك ثوري ، تتخلص فيه الشعوب من جميع عقد النقص، مشيرة الى ان هذه الحالة تحضر فيها اشكالية تأطير حركة الشارع، حيث تعمد أطراف الى توظيف الشارع لصالحها الخاص، او مغازلته تم الانقلاب عليه. وتجدر الاشارة الى ان جماعة العدل والاحسان تحيي اليوم ذكرى وفاة مؤسسها الشيخ عبد السلام ياسين، في نسختها الخامسة، وذلك عبر ثلاث ندوات كانت أولاها اليوم السبت.