بعد مرور ثلاثة أيام على إطلاق السلطات القضائية بتطوان، سراح فتاة عشرينية ظهرت في شريط فيديو تمارس الجنس مع مراهقين، مقابل الحصول على مبلغ مالي زهيد لا يتجاوز 10 دراهم، خرجت الضحية بوجه مكشوف تحكي ملابسات الشريط المذكور، الذي تضمن لقطات صادمة وثقها مراهق كان رفقة زملائه يتناوبون على ممارسة الجنس عليها بشكل جماعي. وكشفت الفتاة، البالغة من العمر 24 سنة، في تصريح مصور مع موقع محلي بتطوان، أنها وقعت في شراك إدمان المخدرات الصلبة قبل أربع سنوات، لتنقلب حياتها من وضع طبيعي إلى جحيم لا يطاق، حيث وجدت نفسها مضطرة إلى تعاطي الدعارة الرخيصة في أحياء وأزقة المدينة، من أجل توفير سعر بورصة مخدر الهيروين، الذي ينتشر بكثرة في مدن الشمال. وأوضحت المتحدثة في تسجيل مع موقع «بريس تطوان»، أنها كانت تتردد على مركز طب الإدمان بالمدينة بحثا عن علاج فعال لمأساتها، غير أنه تم تسجيلها في ترتيب متأخر في لائحة الانتظار، والذي يستفيد منه المئات عن طريق الدواء البديل "الميثادون"، وأمام ذلك لم تجد حلولا وبدائل ملائمة تنقذها من دائرة الفراغ القاتل. وبينما أكدت، ضحية تعاطي الدعارة الرخيصة من أجل توفير ثمن شراء مخدر الهيروين، أنها قامت بمحاولات للهروب من حياة اجتماعية مأساوية، إلا أنها لم تجد من يساعدها ويمد لها يد العون، خاصة من طرف السلطات التي تنظر إلى المدمنين كمذنبين، في حين أنهم ضحايا مافيات منظمة لترويج المخدرات الخطيرة، مثل الهيروين الذي دمر حياة الكثيرين، حسب قولها. وكانت المصالح الأمنية بتطوان أفرجت عن الفتاة بحر الأسبوع الماضي، بعدما قضت يومين رهن تدابير الحراسة النظرية حيث أخضعتها للتحقيق، وذلك بعدما تم اعتقالها إثر تداول شريط فيديو على نطاق واسع عبر تطبيق "الواتساب"، ظهرت فيه الشابة العشرينية تعرض جسدها الأنثوي على خمسة شبان قاصرين، لممارسة الجنس عليها بالتناوب، مقابل تمكينها من 10 دراهم لكل فرد منهم، من أجل استكمال مبلغ 50 درهما، كثمن لفافة مخدر الهيروين. هذا؛ وكشف محمد سعيد السوسي، فاعل حقوقي بمدينة تطوان، أن الفيديو الصادم ليس سوى صورة مصغرة لما يعانيه مدمنو الهيروين في تطوان، خاصة النساء، اللواتي يبلغ عددهن حوالي 21 مدمنة، مشيرا إلى أن ضحية الاستغلال الجنسي الجماعي، تنتظر دورها في العلاج عبر الدواء البديل "الميتادون" منذ ثلاث سنوات، دون أن يصلها الدور لتبقى فريسة بين الذئاب البشرية. وأضاف السوسي في تصريح ل"اليوم24″، أن مضامين الفيديو تكشف حجم المعاناة اليومية للمدمنين، الذين لا يحضون بالأولوية لدى مركز طب الإدمان التابع لمؤسسة محمد السادس للتضامن، علما بأن الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة، تنص على إيلاء النساء الأولوية في العلاج، لكونهن أكثر الفئات نقلا للأمراض الفيروسية. يذكر أن مركز طب الإدمان بتطوان، يضم تسعة ممرضين، وأربعة أطباء متخصصين، يسهرون على علاج حوالي 359 مدمنا لمخدر الهيروين الخطير، الذي يتم تهريبه من مدينة سبتة، إذ أنه في مدينة طنجة يوجد أزيد من 1500 مدمن في لائحة الانتظار للاستفادة من برنامج العلاج.