أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي له بعد اجتماعين لمجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء برئاسته حالة الطوارئ في تركيا لمدة ثلاثة أشهر، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال الرئيس التركي إنه حسب المادة 120 من الدستور يحق للحكومة أن تعلن حالة الطوارئ لذلك طلب هو من الحكومة ذلك. وقال أردوغان في المؤتمر الصحفي أن إعلان حالة الطوارئ ليس ضد الديمقراطية، وأنه يهدف إلى اتخاذ الخطوات المطلوبة بشكل فعال وسريع للقضاء على التهديدات الموجهة للديمقراطية "في بلدنا، ودولة القانون"، بحسب وكالة أنباء الأناضول . ويبدو أن الرئيس التركي توقع انتقادات من دول الاتحاد الأوروبي لهذا فقال مستبقا ذلك إنه ليس من حق الأوروبيين انتقاد قرارنا بإعلان حالة الطوارئ. وقال إن الانقلاب "ربما لم ينته بعد" في تركيا، بالرغم من مرور خمسة أيام من محاولة إطاحة نظامه على يد مجموعة من الجنود المتمردين. وأضاف أن الانقلاب "ربما لم ينته بعد (…) قد تكون هناك خطط أخرى"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وبدا الرئيس التركي مصرا على مواصلة حملة التطهير التي تقوم بها أجهزته الأمنية في الجيش والشرطة والقضاء وشدد قائلا: "بوصفي رئيسا للبلاد وقائدا عاما للجيش سأنظف البلاد من فيروس الانقلاب". وجاء المؤتمر الصحفي بعد مقابلة للرئيس التركي مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية قال فيها إنه سيوافق على إجراء برلماني لإعادة عقوبة الإعدام حتى لو يعرض للخطر مساعي بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال "إذا اتخذ البرلمان هذا القرار، فمن واجب من يمسك مقاليد السلطة تمهيد الطريق لإعادة هذه العقوبة"، مضيفا "أعرب الناس عن هذا الطلب، وخرجوا إلى الشوارع وهتفوا بتطبيق عقوبة الإعدام". وقال الرئيس التركي إنه لا يريد ربط استخدام الولاياتالمتحدة لقاعدة انجيرليك التركية بطلب أنقرة تسليم رجل الدين المقيم بالولاياتالمتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه بتدبر محاولة انقلاب فاشلة. وأضاف أن "العلاقات بين بلدينا قائمة على المصالح وليس المشاعر. نحن حليفان إستراتيجيان". بيد أن أردوغان قال أيضا إن "الولاياتالمتحدة سترتكب خطأ كبيرا إذا لم تسلم فتح الله غولن وقدمنا لهم جميع الأدلة"، دون الدخول في تفاصيل أكثر. وقالت واشنطن من جهتها إن أنقرة يجب أن تقدم دليلا واضحا على تورط غولن في محاولة الانقلاب قبل أن تدرس ترحيله. ويتهم أردوغان رجل الدين فتح الله غولن المقيم بالولاياتالمتحدة بالتدبير للانقلاب الفاشل. ويشير الرئيس التركي دوما إلى غولن وأنصاره في تركيا وخارجها بأنهم "منظمة إرهابية".