منذ أن أعلن كريم غلاب، رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته، الترشح من جديد لخلافة نفسه، في مواجهة مرشح الأغلبية، رشيد طالبي العلمي، وطلقات التصريحات لا تتوقف بين الاغلبية والمعارضة، خصوصا بين الحليفين السابقين والغريمين الحاليين، حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال. كان آخرها اتهامات ب«استغلال ممتلكات المجلس للدعاية»، وجهها رئيس فريق البيجيدي، عبد الله بوانو، لكريم غلاب، الذي نفى حزبه بعضها وسكت عن الأخرى، مما جعل مهتمين يطرحون سؤالا: هل استغل غلاب فعلا ممتلكات مجلس النواب للدعاية لانتخابه رئيسا؟ عبد الله بوانو اتهم، في تصريح لجريدة الصباح، القيادي الاستقلالي، الذي يرغب في الاستمرار في منصبه في رئاسة مجلس النواب، ب"استغلال ممتلكات مجلس النواب"، مشيرا على الخصوص إلى الموقع الإلكتروني "للدعاية لنفسه"، وهو الأمر الذي تم بالفعل، حيث نشر غلاب بلاغ ترشحه على موقع البرلمان، وهو ما اعتبره متتبعون "استغلالا" لفضاء لم يكن عليه أن ينشر به بلاغ ترشحه، وهو ما اعتبره بوانو "عدم احترام لأخلاق ونزاهة التنافس الشريف ". واتهم رئيس فريق البيجيدي غلاب أيضا ب"استغلال سيارات المجلس رفقة أعضاء ديوانه للقيام بحملة انتخابية لفائدته"، وأيضا إلى "إمكانية" أن يكون قد أدى مصاريف ندوة شرح حيثيات الترشح لرئاسة النواب، الثلاثاء الماضي، من "مال المجلس" . من جهته، نفى حزب كريم غلاب هذا الاستغلال، عبر تدوينة على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، احتفظت "الرأي" بنسخة منها، متهما عبد الله بوانو ب"الكذاب". لكن في نفيه لهذا "الاستغلال"، توقف فقط عند أداء مصاريف الندوة وقال: "تتثبت الوثائق التي بين أيدينا أن كريم غلاب قام بحجز قاعة الفندق، الذي جرت فيه أطوار الندوة الصحافية، التي عقدها الثلاثاء المنصرم باسم حزب الاستقلال، كعضو للجنته التنفيذية وكنائب برلماني من فريق الوحدة والتعادلية، وأدى فواتير كراء القاعة من حسابه الخاص". ونشرت صفحة حزب الميزان الرسمية مع التدوينة نسخة لشيك في اسم غلاب، قالت أنه أديت به مصاريف الندوة بالفندق، غير أنه لم ينفِ التهم الأخرى المرتبطة باستغلال سيارات المجلس وتحرك أعضاء ديوانه للدعاية له، وكذا استغلال موقع البرلمان لنشر بلاغ ترشحه. والغريب في الأمر أن التدوينة، التي تم نشرها على الصفحة الرسمية لحزب شباط على فيسبوك، صباح أمس، الخميس 10 أبريل، تم حذفها. مما يوحي بأن هناك شيئا ما غير عادي، ربما ستكشف تفاصيله الأيام القادمة.