منذ أن أعلنت قناة «طيور الجنة» الأردنية انطلاقة الطبعة الثالثة من مسابقة اكتشاف الأطفال الموهوبين في أداء الأناشيد الموجهة للصغار «الكنز»، والمتتبعون ينتظرون أن يخلق المغرب المفاجأة من جديد، ويوصل موهبة جديدة إلى القناة الأولى عربيا، لتنضاف إلى أمينة كرم. غير أن المتتبعين أنفسهم صُدموا إثر إعلان القناة عن بدءِ التصويت عن طريق الرسائل القصيرة (SMS) لاختيار، من بين اللائحة المعروضة على شاشة الفضائية الأردنية، من يرونه الأحق بالظفر بلقب "صوتك كنز" في نسخته الرابعة، صُدموا عندما لم يجدوا أثرا للمغرب في قائمة المتأهلين للتصفيات النهاية، المنظمة بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث يوجد مقر القناة. وكان من الطبيعي أن تُطرح أسئلة من مثل: ما سبب عدم وجود أطفال مغاربة ضمن المتأهلين للبرايمات النهاية من "الكنز3"؟ ألا يوجد بين الصغار والصغيرات المغاربة من هم بموهبة أمينة كرم أو أحسن منها؟ أم أن المغرب لم يتم إشراكه أصلا في المسابقة؟ والجواب الأكيد أتانا من صاحب قناة "طيور الجنة"، ومديرها العام شخصيا، خالد مقداد، مجيبا على السؤال الأخير، بما مفاده أن المغرب لم يتم إشراكه أصلا في المسابقة هذه السنة. لكن المفاجأة الكبرى والصدمة العظمى ظهرت حينما تبين أن من منع أطفال المغرب من المشاركة في المسابقة ليس هي القناة في حد ذاتها، وإنما هي "شركات الاتصالات المغربية"، وبالضبط "اتصالات المغرب" و"ميديتيل". فقد أكد المقداد، في تصريح خاص ل"الرأي" أن سبب "عدم وجودنا في المغرب هذا العام" هو "شركات الاتصالات المغربية"، وقال إنها "رفضت دفع مستحقاتنا المالية السنوات الماضية وهذا العام"، بل وذهب مدير "طيور الجنة" أبعد من ذلك عندما وصف ما قامته به الشركات المغربية المعنية ب"السرقة"، وقال أنها "سرقت أموالنا المستحقة من الاتصال والتصويت الذي يقوم به الجمهور المغربي العزيز". هكذا منعت شركات الاتصالات المغربية موهبة مغربية أخرى من التربع على عرش مسابقة تنظمها قناة الأطفال، التي يتابعها أزيد من 4 ملايين عربيا على اليوتوب، خصوصا وأن المغاربة، أطفالا وكبارا، عندما يشاركون في مسابقات من مثل هذا النوع، يحصدون الجوائز الأولى، وما هاجر بوساق وأسماء الخولاني، اللتين فازتا بمسابقة ماليزيا الدولية في القرآن الكريم، ونور الدين شقرون الذي فاز بمسابقة منشد الشراقة، وأمينة كرم التي فازت ب"الكنز2"، عنا ببعيدين. ويبقى المطلوب من الشركات المغربية المعنية أن تعطي للمقداد "رزقو"، حتى لا يحرم الأطفال المغاربة الموهوبين السنة المقبلة من المشاركة في "الكنز4"، وتزيح أيضا انطباعا سيئا عن الشركات المغربية قد يكون ترسخ في دهن "طيور الجنة" والمشرفين عليها.