انتقل إلى رحمة الله، صباح اليوم الخميس، عن سن يُناهز 97 سنة، محمد امجيد، الذي أمضى حياته بين معاناة الاعتقال والعملين الاجتماعي والرياضي. وعاش الراحل تجربة الاعتقال، إلى جانب عدد من الوطنيين الذين رفضوا الخنوع لإرادة الاستعمار الفرنسي، أمثال محمد المختار السوسي والمهدي بن بركة، وذلك بمعتقل أغبالو نكردوس، نواحي كلميمة (إقليمالرشيدية). وبذلك خلد اسمه ضمن أحد رجال الحركة الوطنية والمقاومة في أوائل القرن الماضي. وازداد الفقيد بمدينة آسفي وتابع دراسته الثانوية بمدينتي فاس والرباط، ودشن مساره السياسي بداية مع حزب الاستقلال، ثم انتقل إلى التجمع الوطني للأحرار، وعبره دخل إلى قبة البرلمان في الثمانينيات من القرن الماضي. ودخل محمد امجيد المجال الراضي عبر بوابة كرة المضرب في وقت كانت فيه حكرا على النخبة، لتتوطد علاقته بهذه الرياضة إلى أن أسس الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، وظل رئيسها على مدى 45 سنة، ويرجع مهتمون له جزء مهما من فضل انتشار هذه الرياضة بالمغرب والتمكين لها من خلال تكوين المدربين وتدريب الشباب وتأسيس جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس. النفس الرياضي للراحل سيستمر بعد مغادرته، عام 2009، للجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب، هذه المرة في العمل الاجتماعي، مكرسا ما بقي من حياته للفئات المعوزة، وذلك عبر مؤسسته، التي يلخصها اسمه "مجيد" المؤسسة المغربية للشباب والمبادرة والتنمية. الفقيد محمد مجيد لا ينسَ أصدقاءه ومُجايليه، ولا الأمكنة التي صنعته، بما فيها الفضاءات التي كانت سببا في معاناته. فقد زار السنة الماضية جماعة أغبالو، حيث معتقل أغابلو نكردوس الذي كان سجينا به إبان فترة الاستعمار الفرنسي، وقدم لأبناء المنطقة من الشباب "صناديق النحل" لدعم مشاريعه المدرة للدخل.