أرجوكم سيداتي وسادتي.. أعيروني أعينكم ومعها أسماعكم وانتباهكم لأنني قررت اليوم، السبت 8 مارس، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أن أحدثتكم عن سيدة فوق العادة اسمها للا سعود.. للا سعود.. امرأة تستحق أن تكون قائدة لدولة وليس أسرة.. سيدة بحجم وطن متسع عندما تضيق عليك جغرافيا الوطن وتحس بأن أنفاسك بالكاد تطلع وتهبط في جسك المثقل بكل أنواع الهموم والكلوم.. للا سعود.. أو كما يحب جيرانها أن ينادوها، ليس في قلبها مكان للكره ولا الحقد ولا الحسد.. قلبها مساحة شاسعة منطلقة في كل الاتجاهات.. للا سعود.. "القاضي" الذي يلجأ إليه الجيران عندما يعلمون أن مسار المحكمة شاق، وقد لا يؤتي بنتيجة ترأب الصدع وتنقذ أسرة على وشك أن تهوي في حفرة سحيقة، الساقط فيها سيستعصي عليه الصعود.. للا سعود.. امرأة تحظى بإعجاب وتقدير وحب الجميع في حيها بمدينتها الجديدة.. امرأة تركت جيرانها ببلدتها السابقة يذرفون دموعا حارقة من ألم فراق هذا القلب الكبير.. للا سعود.. "الطبيب النفسي" الذي لك الحق أن تفجر في حضرته مشاكلك وتفرغ همومك، لكن لن تسمع أبدا همومه، رغم أنها أجَلُّ من التي لديك، لأنه تعود أن يصبر ويحتسب، فيبدو للغير أنه يعيش في فيض من السعادة الغامرة.. للا سعود.. الزوجة التي أنفقت شبابها مع زوجها دون كل ولا ملل.. صبرت على المُرِّ أكثر من استمتاعها بالحلو، على قلته، وخلصت زوجها من كثير من المشاكل يعجز هو عن حلها، وهو الرجل، فيتذكر لها ذلك ويعترف، فيقول "لهلا يخطيك علي"... للا سعود.. الأم التي بدلت ما تستطيع وما لا تستطيع من أجل سعادة أبنائها.. ورعتهم وهو صغار وما زالت تفعل وهم كبار ولكل واحد منهم بيته الصغير.. للا سعود.. الأم التي صنعت من أبنائها رجالا قبل الأوان.. ودفعت بهم إلى تحمل المسؤولية وهم صغار.. حتى أنهم عندما وصلوا العشرين ربيعا يراهم الكثيرون على أنهم أكبر من هذه السن، حينما أدركوا أنهم ودعوا "المراهقة" مبكرا.. للا سعود.. الأم التي يجافيها النوم عندما تخلد للفراش نهاية كل يوم، لأنها تفكر في فلذات أكبادها باستمرار، ومهما كبروا فهم صغار في عيونها، ومكانهم في قلبها أعظم من أن يحتله آخرون، ومستعدة "لتعادي" من يمس شعرة منهم قولا أو فعلها.. للا سعود.. امرأة غير كل النساء.. لأنها تُعطي دون أن تنتظر المقابل.. لأنها لا تكل ولا تمل من فعل الخير.. لأنها متواجدة على الدوام للمساعدة ومد يد العون.. للا سعود أو السعدية.. هي أمي التي أتوجها اليوم أحسن، بل أروع امرأة في العالم، بمناسبة العيد الأممي للنساء، وهي التي تستحق أن تتوج كل يوم.. ولكل واحد منكم الحق في أن يختار أمه بين النساء ليتوجها اليوم.. ولنتذكر جميعا جواب النبي صلى الله عليك وسلم حول أحق الناس بالصحبة والرعاية حين قال: أمك.. ثم أمك.. أثم أمك.. (الحديث).