دعا محمّد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص في ندوة فكرية نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بمدينة المضيق مساء أمس الجمعة 08 يناير 2015 "الدّولة إلى أصدار قانون تجرّم فيه التكفير لأنه بابٌ يشرّع للقتل بغير حق" . وقال المنظِّر السلفيّ السابق الذي كان يتحدّث عن "الغلو في الدّين.. المظاهر والتجليات" على أنه من أبرز مظاهر الغلو في الدّين التكفير، وهو الباب الذي سهّلته الدّعوة النجدية (الوهابية)، فيكفي أن الشّخص يقرأ كتاب نواقض الإسلام حتى يبدأ يكفّر ويستبيح الدّماء"، مضيفاً أن "الغلو والتكفير ظاهرة بشرية بدأت في عصر الرسالة، ومارستها جميع الفرق الإسلامية" . وأوضح نائب الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة أنه "مادام التراث الإسلامي يُستعمل للفتوى والتدريس، فإن الغلو والتكفير سيبقى دائماً يعشعش في أوطاننا العربية والإسلامية، لما فيه من تضخُّم للهوية وتوهيم حول التمكين والخلافة"، معتبراً أن "هذين الأخيرين يسهّلان على المسلم إعتناق فكر داعش الذي بالمناسبة لم يأت من منظومة جديدة، وإنما من منظومة فقه أهل السنّة والجماعة التي تقول في كثير من أدبياتها بشرعية الحاكم المتغلب" حسب قوله . وعن تنظيم الدولة تابع المعتقل السابق في قضية الإرهاب أن "داعش دولة شرعية حسب المنظومة الفقهية التي يستند إليها أهل السنّة والجماعة، والتي تقوم أدبياتها على شرعيّة الدّولة المتغلبة، وهذا معروف عبر التاريخ إذ أنه لم تقم أي دولة إسلامية إلاَّ على سفك الدماء وتحطيم الجماجم"، ممثلاً في هذا الصّدد ب "دولة بني العباس وبني أمية، التي كان أمرائها يقتلون الآلاف يومياً وفي الأخير بايعهم العلماء والشرعيين لأنهم تغلبُوا بالسلطة". وبخصوص الأسباب التي تدفع الشباب إلى الإلتحاق ب"داعش"، أورد أبو حفص أن المظلوميّة التي يحسُّ بها الشاب المسلم منذ ازدياده تجعله دائماً يسعى إلى الإنتقام وتنفُّس الحرية، بالإضافة إلى الإغراءات المادية التي يعرضها تنظيم الدولة عليهم من توفير المسكن والعمل والسيارة والزوجة من أجل الإلتحاق به، الأمر الذي يسهّل ذلك بمقابل الوضع الإجتماعي والإقتصادي المزري الذي يعيشونه في أوطانهم، دون إغفال هشاشة فكرهم ووطنيتهم" . وشدّد المتحدّث أن "كثيراً من الشباب الملتحقين ب"داعش" كانوا ضحيّة خطابات معتدلة"، معتبراً في هذا السّياق أن "الحركات الإسلامية فشلت في احتواء الشباب من الفكر المتطرف، بل بعض محاضنها التربوية كانت السّبب في تسهيل توجههم نحو تيارات الغلو والعنف"، مبرزاً أن "أوراق الحركات الإسلامية الرسمية تبدو سليمة لكن في المجالس التربوية يكون عكسها، للأسف"، يضيف المتحدّث .