على الرغم من كون وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة أعدت مرسوم التعيين في المناصب العليا والسامية، والذي بموجبه تم تعيين المئات من أُطر الدولة في مختلف القطاعات والمؤسسات العمومية، إلا أن هذه الوزارة عجزت في تعيين بديل للكاتب العام السابق الذي أحيل على التقاعد بعدما عاصر قرابة أربعة وزراء منذ حكومة ادريس جطو. مصادر مطلعة كشفت ل"الرأي" أن الوزير مبدع فتح باب التباري على منصب الكاتب العام لوزارته وعينه على مقرب منه لتمكينه من المنصب، ولهذا الغرض تم الاستنجاد بوزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبدالسلام الصديقي الذي قام برد الجميل لزميله في الحكومة، حيث أن الوزير مبدع ترأس اللجنة التي بثت في منصب الكاتب العام لوزارة التشغيل والذي مُنح لمدير ديوان الصديقي وزميله في الحزب. ذات المصادر أكدت أن مدير الموارد البشرية وتكوين الأطر بوزارة التربية الوطنية تقدم للتباري على منصب الكاتب العام لوزارة الوظيفة العمومية بمعيّة مقرب من الوزير مبدع وأحد أُطر وزارته، حيث رفض الوزير الصديقي متابعة عرض عبر جهاز المسلاط كان ينوي القادم من وزارة التربية الوطنية تقديمه للجنة، حيث اكتفى الوزير الصديقي ببعض الاجابات الشفوية وكأنه يقول له أن الأمر محسوم مسبقا لصديق الوزير مبدع في ظل سياسة رد الجميل . وهو ما كان بالفعل، حيث اقترحت اللجنة التي ترأسها وزير التشغيل اسما وحيدا على رئاسة الحكومة هو المقرب من الوزير مبدع، مما جعل رئاسة الحكومة ترفض المقترح وتعيد الكرة الى مرمى الوزير مبدع، مما جعل وزارته تقترب من سنة بدون منصب الكاتب العام للوزارة. المصادر نفسها وجهت رسالة الى الوزير مبدع داعية إياه الى اعتماد الشفافية والنزاهة في التعيين في مناصب المسؤولية بعيدا عن منطق القرابة الحزبية وعلاقات المحسوبية والزبونية.