قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية إن تخلي حركته عن السلطة في تونس جعلت جميع التونسيين رابحين، وأضاف أن تنازل النهضة عن السلطة جاء من أجل أن يكون الدستور لكل التونسيون،نافيا أن تكون الحركة تنازلت عن السلطة استجابة لأي ضغوطات، مؤكداً أن السيناريو المصري لن يحدث في تونس والاختلافات فيها لا تأخذ شكل المعسكرات، ومعتبراً أن الإرهاب في البلاد كان من أحد الأسباب التي جعلت حركة النهضة تتخلى عن الحكومة، كما أشار إلى افتخاره بكون حركته قادت تونس إلى بر الأمان وقدمت تضحيات وتنازلات كبيرة من أجل تونس ومن أجل الديمقراطية حسب تعبيره. الغنوشي الذي كان يتحدث على برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة مساء اليوم الأربعاء، نفى نيته للترشح لأي منصب سياسي في تونس، داعيا إلى "إعطاء الفرصة للشباب فهم الذين صنعوا الثورة" كما أشار إلى أن أهم ما يميز المرحلة الانتقالية في تونس هو انتصار مبدأ الحوار على العنف بين الفرقاء السياسيين، وزاد قائلا بأن التونسيون فخورون بالجيش التونسي باعتباره ليس فاعلاً سياسيا ولا يصارع على السلطة، عكس الجيش المصري الذي اتهمه بامتلاك الدولة طيلة خمسين سنة حسب قوله، كما عبر عن ثقته في كون تونس ستشكل نموذج يُحتذى به كمسار انتقال ديمقراطي متميز في المنطقة، وأضاف زعيم الإسلاميين المعتدلين في تونس في رده على سؤال الصحفي أحمد منصور، أن حركة النهضة منفتحة بشكل كبير على المجتمع التونسي وتدافع عن مكتسبات تونس في الحرية وحقوق الإنسان والمرأة، مشيرا إلى أن حركته تعتبر الفاعل السياسي الوحيد الذي تضم كتلته في المجلس التأسيسي النساء بنسبة تصل إلى النصف من عدد النواب المنتمين للحركة. وجدير بالذكر أن حركة النهضة كانت قد حصلت على أكثر من 40 في المائة من الأصوات في أول انتخابات ديمقراطية بعد سقوط نظام بنعلي، مما جعلها تقود الحكومة التونسية طيلة سنتين في تحالف يضم حزبين علمانيين، في مرحلة شهدت توترات بين الفرقاء السياسيين وقعت فيها عمليات اغتيال لقيادات سياسية معارضة، لينتهي الصراع السياسي المحتدم مع مصادقة المجلس التأسيسي على أول دستور متوافق عليه من طرف الجميع قبل أيام، بعد الاتفاق على استقالة حكومة النهضة وتشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات المقبلة.