ونحن نتابع على صفحات الفايس بوك تغريدات بعض الزملاء والأصدقاء ومن نشاركهم هموم الوطن وأحزانه نتمعن في بعضها "التغريدات " وفي بعض الردود على قضية ما نلمس حقيقة المنزلق الخطير الذي أصبح يهدد تماسكنا الاجتماعي الذي قد يعصف بمخزوننا الأخلاقي و الذي كنا نفتخر به وكذا من قيمنا التواصلية التي ندعيها من قبيل قبول الرأي المخالف والرد باحترام الوسط التعليمي في بلدنا هذه السنة يتنفس قضية أصحاب الشواهد المطالبين بالترقية دون مباراة مما نتج عنه دخول مجموعة كبيرة من نساء ورجال التعليم في إضرابات واعتصامات ودعوات للمقاطعة لكن في المقابل اختارت فئة أخرى من نساء ورجال التعليم اجتياز مباراة الترقية وعدم اللحاق بركب " النضال والمقاطعة" إلى هذا الحد فالأمر عادي وهذه هي طبيعة الاجتماع فلا بد من وجود فئة تعارض أخرى دون أن تمارس التي تدعي الحقيقة "الحق" نوعا من الإقصاء والعنف سواء المادي أو المعنوي. إلا أن الخطير في الأمر والذي لا نعتبره أخلاقي ويكاد يسقط المدرس وريث الأنبياء في التبليغ والتبيان في براثين التخلف وسوء الخلق وضيق الصدر للمخالف هو الخطاب والاتهامات الخطيرة التي تلوكها الألسن وتكتبها الأيدي وتنشرها الضمائر على الفايس بوك دون أدنى حرج وتأنيب الضمير . نعم نستشعر خطورة الموقف وجسامة النضال لكن في نفس الوقت لا يمكن القبول أخلاقيا بتوزيع ونثر الاتهامات على الآخرين إلى درجة نعتهم بالخيانة وكلنا نعرف معنى الخيانة ، بل أكثر من ذلك هناك من ذهب إلى نعت الأستاذات اللواتي فضلن اجتياز المباراة ب"العاهرات" وهو ينتقل من قضية تتعلق بالترقية إلى اتهام أعراض الناس وشرفهم ومنهم من ذهب إلى حد التشهير بوضع صور لمن شارك في المباراة دون أن يسأل نفسه عن مدى صوابية مثل هذه التصرفات والاتهامات . هذه الممارسات والتصرفات مرفوضة في ظل مجتمع تربى على قبول الاختلاف وعلى التعددية وما يزيد من حدة رفضنا لهذه الممارسات كونها صادرة من رجال التعليم . "وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ"