أظهرت نتائج استطلاع رأي أن الحزب الشعبي سيستعيد مكانه داخل الساحة السياسية الإسبانية، بعد نتائج انتخابات 24 مايو الماضي البلدية والجهوية، وسيأتي أولاً في حال إجراء الانتخابات البرلمانية اليوم بإسبانيا، فيما سيُسجّل حزب "بوديموس" اليساري الراديكالي، حليف سيريزا اليوناني، تراجعاً كبيراً. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة "غاد3″ لصالح صحيفة "أ بي سي" الإسبانية، فإن الحزب الشعبي، بزعامة ماريانو راخوي، سيحصل على 29,1 بالمائة من الأصوات بما مجموعه 131 نائبا، مقابل 25,5 بالمائة من الأصوات للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض) بقيادة بيدرو سانشيز و106 مقعدا في مجلس النواب. وأضاف أن الحزبين الرئيسييْن لن يَحصُلا، رغم ذلك، على الأغلبية المطلقة بمجلس النواب (176 مقعدا)، مشيراً إلى أن الحزب الشعبي سيستعيد مليون صوت، فيما سيستعيد الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني 600 ألف صوت، بعد أن كان الأول قد حصل في انتخابات نوفمبر 2011، على 44,6 بالمائة من الأصوات، مقابل 28,7 بالمائة للحزب الاشتراكي. وكشف ذاتُ الاستطلاع، الذي أُجْري ما بين 23 يونيو الماضي و8 يوليوز الجاري، والذي أخذ بعين الاعتبار تأثير قرار الحكومة خفض الضرائب والأزمة الحالية في اليونان، عن تراجع حزب "بوديموس" الجديد، المتحالف مع حزب سيريزا اليوناني بقيادة ألكسيس تسيبراس الذي قبل بالإنقاذ الثالث لبلاده بشروط مجموعة الأورو القاسية على عكس وعوده الانتخابية . وأشارت نتائج هذا الاستطلاع إلى أن حزب بوديموس، بزعامة الأستاذ الجامعي بابلو اغليسياس، سيحصل على 41 مقعدا، متبوعا بحزب الشاب ألبرت ريفيرا، سيوددانوس، الذي تأسس سنة 2006 بكتالونيا، والذي سيحصل على 12,1 في المائة من الأصوات المعبر عنها و32 مقعدا في مجلس النواب. وسيفقد حزب بوديموس، بالتالي، نصف المقاعد التي كان قد منحه إياها الاستطلاع السابق الذي أجري في يناير الماضي (81 مقعدا) .. ووفقاً لاستطلاع "أ بي سي"، فإنه سيَلي هذين الحزبين حزب التقارب والوحدة الكاتالوني القومي، بزعامة أرتور ماس، ب11 مقعدا، وحزب اليسار الجمهوري الانفصالي (9 مقاعد)، والتحالف القومي الباسكي، الذي تأسس في 27 شتنبر 2011 (6 مقاعد)، والحزب القومي الباسكي بخمسة مقاعد، ثم اليسار الموحد (مقعدان). ويأتي نشر نتائج هذا الاستطلاع بعد أسابيع فقط من الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت يوم 24 مايو الماضي والتي سجل فيها الحزب الشعبي تراجعا قويا، إذ فقد نحو 2,5 مليون صوت مقارنة بانتخابات 2011 الماضية.. وسجل الحزبان الشابان، بوديموس وسيوددانوس، خلال الاستحقاقات البلدية والجهوية الأخيرة، صعودا كبيرا باختراقهم للجهات والبرلمانات المحلية الرئيسية. ولم يتم بعد تحديد موعد الانتخابات البرلمانية الإسبانية، لكن رئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي، الذي سبق وأعلن عن ترشحه لهذه الاستحقاقات، قد يدعو إلى عقدها في دجنبر المقبل بعد تقديم مشاريع الميزانيات العامة للدولة برسم سنة 2016. وبحسب المُحلّلين، فإن الزعيم الشعبي، الذي أدخل تعديلات أواخر يونيو الماضي على قيادة الحزب بعد نتائج انتخابات 24 مايو الماضي، يراهن على الانتعاش الاقتصادي وتحسين الوضع في البلاد وتراجع معدل البطالة لاستعادة ثقة الناخبين خلال الانتخابات القادمة.