رحل في صمت، أول أمس الثلاثاء، المدير التقني الوطني و الخبير الدولي، امبارك العلوي، الذي أعطى الكثير لرياضة «الأيكيدو» خاصة وفنون الحرب عامة، بعد مرض لم يمهله طويلا. ويعود الفضل الكبير للراحل في انتشار هذا الفن الحربي في المغرب بعد أن دخل إلى المملكة في الخمسينات، عن طريق الأستاذ جورج ستوبار، الذي كان يزاول مهنة التدريس بالمغرب. وكان العلوي، الذي كان يمارس رياضة الجودو، قد تعرف على ستوبار الذي عرفه على فن الأيكيدو وأصوله فأعجب الراحل بهذا الفن النبيل وابتدأ التمرن عليه رفقة الأستاذ جورج ستوبار ومجموعة طلابه الأوروبيين. بعد عدة سنوات أصبح الفقيد مساعدا لجورج ستوبار وينوب عنه في تعليم الطلاب أثاء غيابه، حيث أبدى بعض المغاربة رغبتهم في الالتحاق بفريق الأيكيدو الا أن الأستاذ جورج ستوبار عارض واقترح على الأستاذ مبارك أن يفتح حصة خاصة بهم لأنه لا يؤيد اختلاطهم مع أصدقائه الأوروبيين فكان ذلك. وأقبل "قدماء" ممارسي الجودو والكراطي والمصارعة على الأيكيدو، وبدأ هذا الفن ينتشر بالمغرب على يد العلوي. في بداية الستينات، كانت أول زيارة لنبويوشي طامورا عن طريق الأستاذ جورج ستوبار حيث استحسن المستوى التقني للأستاذ العلوي . بعدها سافر جورج ستوبار في اجازة لفرنسا وتكلف الأستاذ العلوي بالتداريب حيث خلص النادي من الستارة الفاصلة بين الطلاب المغاربة والأوروبيين ومزج الطلاب تحت شعار الأيكيدو للجميع بدون عنصرية. بعد عودة الأستاذ جورج ستوبار لم يعجبه ما فعل العلوي ودخلا في نقاش حاد توقف على إثره الفقيد مبارك العلوي عن التمرين ودام انقطاعه مدة سنة لعدم توفر مكان لمزاولة الأيكيدو الى أن عاد الخبير الياباني طامورا للمغرب في تدريب تحت اشراف الأوروبيين، حينها سأل طامورا عن العلوي وعن سبب انقطاعه، وأصر على الذهاب الى مسكن العلوي وتقابلا وتبادلا الحوار وشجعه على العودة للأيكيدو وعدم التوقف مستقبلا لأي سبب كان. وساعد الخبير الياباني الفقيد العلوي على تأسيس أول نادي رسمي في المغرب بمدينة الدارالبيضاء وسمي النادي مدرسة السيودوكان من قبل نبويوشي طامورا وواصل زيارته المكثفة للمغرب وكانت مرتين في السنة كذلك زار العديد من الخبراء اليابانيين صحبة الخبير الدولي طامورا مثل الشيهان كوباياشي شيبا والشيهان يامادا والشيهان كاكو هوما والعديد العديد من الخبراء. كما تمرن العلوي على يد الدوشو كيشومارو شيبا وأحرز على الحزام الأسود أيكيكاي الدرجة السادسة واستمر مسار الأستاذ العلوي مبارك إلى أن حصل على الدرجة الثامنة "أي كي كاي" حيث تخرج على يده العشرات بل المئات من الطلاب المغاربة والأوروبيين والأفارقة والعرب، وهناك الكثير من المدربين وحملة الأحزمة السوداء هم تلاميذ لهؤلاء الأساتذة أو تلاميذ تلاميذهم فالقافلة نمت وتفرعت الى مالا نهاية. وقد ظل امبارك العلوي يمارس الأيكيدو رغم مرضه ويصر على حضور التداريب والاجتماعات الخاصة برياضة الأيكيدو، وقد كان لحضوره في الجمع العام الأخير لجامعة الأيكيدو و اصراره على خدمة أصغر ممارس أكثر دليل على حبه لهذه الرياضة و تفانيه في خدمة ممارسيها الذين كان يعتبرهم أفراد من عائلته.