لا ندري ما الذي حدث ل "الداعية عمرو خالد " الذي أصبح من الداعمين للإنقلابيين الدمويين ومن المصوتين بالإيجاب على الاستفتاء على الدستور الذي اجري على دماء الشهداء المصريين السلميين الذين سقطوا دفاعا عن الشرعية ، بعدما كان هذا الرجل نجما ساطعا في سماء الدعوة الإسلامية وحباه الله بموهبة عظيمة في إلقاء مواعظه ، وهو من أسال دموع ملايين المسلمين بمحاضراته وأدعيته ، وتزيت العديد من الفتيات بالزي الشرعي والتزم شباب كثر بفضل محاضراته، وأضحت مبادرة صناع الحياة من المشاريع التي اجتاحت العالم الإسلامي ، وكم كنا نتشوق لمتابعة حلقاته الرمضانية الرائعة في العديد من القنوات التلفزية ، ونستمتع بمنهجه الجديد في إلقاء مواعظه . غير ان الحاصل اليوم هو وقوفه الى جانب صناع الموت بشكل غريب ومريب . وأصبح الآن في موقف ما كنا نتمنى ان يوضع فيه لمكانته ونجاحه في استقطاب شباب وشابات ودمجهم في مشاريع حضارية رائدة ، ها هو اليوم محاصرا من قبل مجموعة من شباب الفايس بوك والتويتر الذين لم يفوتوا الفرصة ، عندما علموا بتصويته ب"نعم " على دستور الانقلابيين، فانبرى بعضهم في اتهامه بالتصويت على "سفك الدماء.. وقتل الأبرياء.. ودهس النساء وسحلهن في الأحياء"...وهناك من وصف تصويته ب"الفضيحة"... والانكى من ذلك أن يبرر دعمرو خالد تصويته بقوله "إنه صوت بنعم على الدستور المعدل من أجل الاستقرار" وهذا رأيه فربما الرجل يتحدث عن الاستقرار في دولة توجد بالمريخ او في قلعة تحت الماء . عن أي استقرار تتحدث يا دكتور وقد اجهضت العملية الديمقراطية وسالت دماء زكية غزيرة لرجال وشباب وشيوخ ونساء وأطفال ولا زالت المظاهرات اليومية في كل انحاء مصر ، عن أي استقرار تتحدث يا دكتور وكل من يدلى بموقف سياسي مخالف للانقلابين يزج به في غياهب السجون، عن أي استقرار تدافع يا استاذنا والمتواطىؤون مع الانقلابيين يلفقون التهم ويصدرون احكاما ظالمة على الأبرياء ، عن أي استقرار تريد والنساء الطاهرات في السجون والعلماء يموتون في المعتقلات..هل سمعت د عمرو باستقرار ياتي على أيدي صناع الموت؟، من قتل الالاف من الأبرياء من المعتصمين السلميين برابعة العدوية ؟ المكان الطاهر الذي أصبح رمزا من رموز الدفاع عن الحرية والديمقراطية، ام هؤلاء الشهداء كانوا من الغزاة الغاشمين... فعلا إنه لموقف مخزي من السيد"عمرو خالد"، الذي يبدو لي ان نجمه قد أفل وكسدت بضاعته الدعوية وانا متأسف ان أقول هذا الكلام بعدما كان العديد من المعجبين يلقبونه ب " عمرو خالد الظاهرة " ، أصبحوا الآن لا يعيرون اهتماما إلى تدويناته ولا تغريداته,,بل تنهال عليها التعليقات المنددة بمواقفه غير المفهومة من كل حدب وصوب ، هذه المواقف التي انطلقت بشكل تدريجي منذ تاسيسه لحزب مصر، وبدأت خرجاته المحيرة تطفو على المشهد الإعلامي أثناء الحكم الشرعي ، ويمكن القول آنئذ أنه من حقه ان يختلف مع الإخوان المسلمين 180 درجة وان تكون له آراء سياسية معارضة وأن لا يصوت على دستور 2012 وأن ينتقد الرئيس الشرعي ، لكن ليس من حقه ان يدعم ذبح الديمقراطية والإرادة الشعبية، فكيف يمكن قبول ان يكون عمرو خالد مؤسس صناع الحياة داعما بشكل غير مباشر لصناع الموت ...؟ معذرة ذ عمرو خالد فالحق أحب إلينا منك ..ويبقى الصمت في بعض الأحيان نعمة .. نقول ختاما في ظل هذه الأجواء الملبدة يغيوم قاتمة على سماء الربيع العربي ، إن كل من ولجت أقدامه عالم السياسة ، وداس على القواعد الديمقراطية وآليات تنزيل إرادة الشعوب ، فالسياسة بريئة منه ، بل سيدخل لا محالة نوادي الاستبداد والطغيان . وكل من دخل السياسة ممولا من جهة معينة فلا يمكن أن يكون ديمقراطيا بل دمية في أيادي أصحاب نعمته. وكل من تسيس وتسيج بإيديولوجية جامدة متعصبة تدعي امتلاكها للحق والحقيقة ، فلا يمكن إلا ان يكون إقصائيا استئصاليا . أما الانتهازيون ولوبيات الفساد والمستفيديون من مآسي الشعوب ومصاصو دمائهم فهم أخطر شريحة سياسية على وجه الأرض تشتغل في الظل وفي العلن أحيانا فهم مهندسو الأزمات السياسية وممولو المخططات الجهنمية بدعم أياد خارجية , عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.