أحمد صدقي البالغ من العمر 64 سنة رجل تقدم لاجتياز امتحانات الباكالوريا برسم دورة يونيو 2015 واستطاع أن يحقق حلما رواده منذ مدة وخاصة بعد فترة تقاعده حيث تحدى عامل السن وكسب رهان التفوق في هذه الامتحانات وكله أمل في تحقيق حلمه بمواصلة مسيرة العلم. واستطاع صدقي، الذي تقدم لأول مرة لاجتياز هذه الاستحقاقات ضمن فئة المترشحين الأحرار، البالغ عددهم أزيد من 3 آلاف و 350 مترشحا ومترشحة، كسب رهان امتحانات هذه الدورة بميزة مستحسن (معدل 12,3) مما سيفتح له آفاق استكمال دراسته وتحقيق حلم راوده وهو الحصول على الإجازة في تخصص الشريعة. ولم يخف أحمد صدقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، سعادته بتحقيق التفوق في امتحان الباكالوريا بميزة مشرفة، مضيفا أن فكرة اجتياز هذه الاستحقاقات تشكلت لديه بمجرد إحالته على التقاعد وهي الفترة التي رتبت أفكاره وقوت من عزيمته حتى تحقق الحلم الذي أدخل على عائلته وزملائه وجيرانه سعادة كبيرة. وبعد أن أشار إلى الأجواء والظروف الجيدة التي مرت فيها الامتحانات، دعا جميع المتقاعدين إلى سلك مساره في طلب العلم واستغلال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع وجعل من حكمة "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" نبراسا في حياتهم. ولعل ما يميز قصة نجاح وتفوق هذا الرجل، ذو اللحية البيضاء والابتسامة المفعمة بالتحدي، أن خوض هذه التجربة جاءت بعد انقطاعه عن الدراسة لسنوات عديدة و ظروف عمله التي لم وقفت عائقا أمام حلمه ولم تشعره أبدا بالإحباط واليأس بل زادته ثقة في النفس إلى جانب العزيمة التي أثمرت هذا النجاح. ويرجع تقدم صدقي لاجتياز هذه الامتحانات إلى العزيمة القوية والرغبة في تحقيق تحد طالما رواده منذ مدة وخاصة بعد إنهاء مشواره المهني كمستخدم بالمجمع الشريف للفوسفاط ، فقد تحدى عامل السن الذي لم يشكل بالنسبة إليه عائقا لخوض هذه التجربة وتحقيق حلمه في نيل شهادة الباكالوريا وإتمام دراسته الجامعية. والمثير في قصة هذا المسن، الذي نال شهادة الباكالوريا إلى جانب حصوله على شهادة التعليم التقني سنة 1972 ، إصراره على اجتياز هذه الامتحانات وتسلحه بالعزيمة وإيمانه بأن نيل العلم ليس له حدود ولا يرتبط بعامل السن، وكذا من الدعم والمساندة التي حظي بها من طرف زوجته وباقي أفراد أسرته والأطر التربوية والإدارية التي ساهمت في تبسيط الإجراءات المرتبطة بعملية الامتحانات. وشكل تحدي هذا المسن، ابن مدينة أكادير، قصة عنوانها الإرادة القوية والتحدي والاجتهاد في مواجهة الفشل حيث استطاع بفضل تسلحه بالعزيمة أن يعبد طريق النجاح والحصول على شهادة الباكالوريا في مسلك اللغة العربية بميزة مشرفة. ونوه النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني السيد نورالدين بوحنيك، في تصريح مماثل، بالنتيجة المشرفة التي حصل عليها المترشح والتي تعكس اجتهاده واستغلال أوقات تفرغه في شيء إيجابي وشكل بالتالي نموذجا لتحدي الانقطاع عن الدراسة لسنوات وكسب رهان التفوق في هذه الاستحقاقات التربوية. وأضاف أن هذا المترشح، الذي أبان خلال فترة الامتحانات عن مواظبة وسلوك حميد، ركب التحدي وآمن بأن العلم لا حدود له واستطاع بفضل التسلح بالعزيمة والإرادة القوية أن يضمن رهان التفوق في هذه الامتحانات وبالتالي يعتبر نموذجا يحتذى به خاصة للأجيال الصاعدة. يذكر أن عدد التلاميذ الذين اجتازوا بنجاح الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا دورة يونيو 2015 بإقليم خريبكة، بلغ ما مجموعه 3 آلاف و404 تلميذة وتلميذ من أصل 10 آلاف و466 مترشحة ومترشح. وحسب معطيات للنيابة الإقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني فإن عدد الناجحين الممدرسين (عمومي وخصوصي) بلغ 3 آلاف و108 تلميذ، منهم 1611 تلميذة أي بنسبة نجاح وصلت إلى 50,71 في المائة. وقد بلغ عدد الناجحين في التعليم الخصوصي 274 تلميذة وتلميذ، أي بنسبة 8,10 في المائة من مجموع الناجحين، فيما بلغ عدد الناجحين في فئة المترشحين الأحرار 296 ناجحا وناجحة ، أي بنسبة 12,63 في المائة من مجموع الناجحين.