عبر الداعية والإعلامي الكويتي طارق السويدان عن صدمته من حملة التشويه التي يتعرض لها المفكر المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد، بسبب نكتة حكاها في سياق محاضرة له في الكويت، قبل نحو ثلاث سنوات، معتبرا أن أبو زيد يمثل وجها مشرفا للمغرب في الخليج وفي دول العالم. ونفى السويدان أن يكون الإدريسي قد تقاضى أي أجر مقابل الحضور في مؤتمر "هويتنا" المنعقد بالكويت بين 5 و 9 فبراير 2011، قائلا: "لقد صدمنا من تكرار بعض المهاجمين لتهمة الارتزاق بالمال الخليجي، فنحب بهذه المناسبة أن نؤكد أن الرجل لم يتقاض دينارا واحدا عن هذه الأنشطة، التي كانت تطوعا لوجه الله ثم في سبيل العلم". وأضاف السويدان، في بيان توضيحي، توصلت الرأي بنسخة منه، أن "للأستاذ أبوزيد المقرئ مشاركات عديدة بمنطقة الخليج، ونعتبره واحدا ممن أعطوا صورة مشرفة ومتميزة عن المغرب، وواحدا من سفراء المغرب المتميزين خلقا وفكرا وأدبا، ولا نغالي لو قلنا أن المغرب ينبغي أن يفتخر به ابنا بارَّا رافعا لصورة مشرقة للمغرب وسفيرا له". وشرح بيان الداعية الكويتي حيثيات وسياق ما جاء على لسان أبو زيد، واصفا مشاركته بأنها كانت "من أعمق ما تم طرحه عن الهوية فلسفيا وأدبيا وتاريخيا.ثم فوجئنا بعد ثلاث سنوات، من هذا النشاط، بعاصفة إعلامية وسياسية تلف سماء الوطن المغربي العزيز علينا. وكانت صدمتنا شديدة حين علمنا أن هذه الضجة ربطت بهذه المشاركة !". وأكد البيان أن خطاب الإدريسي "كان موجها لنا بدولة الكويت وللجمهور الخليجي الذي حج من بلدان مجاورة لحضور مؤتمرنا الأسري. ولم ير أي من الحاضرين في تلك الطرفة داخل سياقها الذي عرضت فيه، أي مساس بأي فئة بالمغرب. ولو كانت كذلك لأوقفنا المحاضرة لأنها ستكون بذلك متناقضة مع مبادئنا وهويتنا، ولمَا سمحنا بعرضها أصلا على أي قناة فضائية" ورأى السويدان أن "من المفارقات الطريفة التي تضمنتها المحاضرة، أن الأستاذ المحاضر حدد للهوية خمسة مصادر أحدها مصدر الانفتاح، وأبدع فيه وهو يشرح خطر الانغلاق على الهوية، مبينا أن الانفتاح حاجة حيوية في تكوينها واستمرارها ونموها، وأن الانغلاق خطر قاتل عليها. والمعروف أن العنصرية أداة الانغلاق الكبرى، ووسيلته المثلى". وذكر البيان أن المقرئ الإدريسي أبو زيد "سبق أن قدم دورة تدريبية لفائدة نخبة من شباب أكاديمية الإبداع الكويتية التي يديرها السويدان، دامت بضع ساعات بالمغرب، في إطار برنامج تكويني، كان موضوعها {محطات من تاريخ المغرب}، تكلم فيها عن شخصيات أمازيغية صنعت التاريخ، وذلك بإعجاب وإسهاب، من أمثال المولى راشد(صاحب المولى إدريس)، وطارق بن زياد وأبي بكر بن عمر اللمتوني ويوسف بن تاشفين ويعقوب المنصور الموحدي، تأثر فيها وأثر حتى دمعت عيون الحاضرين. من خلال هذه الدورة (التي تكررت ثلاث مرات في السنوات الموالية)، تعرفنا نحن أبناء الخليج على عظمة تاريخ الأمازيغ الأحرار بالمغرب". وكان المقرئ الإدريسي قد تعرض هو وأفراد من أسرته لتهديدات بالقتل عبر اتصالات هاتفية ورسائل على شبكات التواصل الاجتماعي، في سياق الحملة المستمرة ضده بسبب نكتة حكاها الإدريسي في محاضرة له قبل ثلاث سنوات، بثها أحد المواقع مجددا بعد عملية مونطاج اجتزأتها من سياقها.