في خروج قوي ومليء بالرسائل الواضحة أحيانا والضمنية أحيانا أخرى، وجه عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة مدفعيته الثقيلة ضد خصوم حزبه وضد من وصفهوم بالمفسدين والعصابات، وقال لهم في أقوى رسائله "إنني لن أتراجع عن المسار الذي سلكته، ولن تستطيعوا إسكاتي بالوسائل التي تعتمدونها ومنها التشكي لدى ملك البلاد". بنكيران وهو يخطب من منصة نقابة الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب القريبة من حزبه قبل قليل بالدار البيضاء، لوح إلى أنه لن يتراجع عن المسار الإصلاحي الذي يقوم به ولو كلفه ذلك حياته، وقال مخاطبا الجمهور الغفير الذي حضر المهرجان، "منذ الصغار كنا نطلب الموت في سبيل الله". وكشف بنكيران لأول مرة أن الصراع الحقيقي في المغرب ليس بين الحكومة والمعارضة بل بين جبهة الفساد وجبهة الإصلاح، مشددا على أنه لن يترك منصبه ولن يتنازل عنه لصالح الطغاة والعصابات على حد تعبيره، ولو كان في ذات الوقت غير متمسك به. بنكيران اختار أن يختم كلامه بإشارة قوية الدلالات، قائلا "تنطلبوا الله احفظ لينا سيدنا، وحنا غادي نعاونوه في الاستقامة والوقوف في وجوه الفساد، الذين يشكلون خطرا على البلاد، ولن نقول له اذهب وقاتل أنت وربك إنا هاهنا قاعدون يضيف بنكيران.