كشفت رواية "بيسوس دي أرينا" (قبلات الرمال) عن الممارسات اللا إنسانية والعبودية السائدة في مخيمات "البوليساريو" بتيندوف الواقعة تحت سيطرت قيادات البوليساريو جنوبالجزائر. وأوضحت وكالة الأنباء الأرجنتينية (تيلام)، الجمعة الماضي، أن العبودية ما زالت قائمة في القرن الواحد والعشرين بالعديد من بقاع العالم، كما هو الشأن في مخيمات "البوليساريو" بتندوف. وأضافت الوكالة، في حديث مع رييس مونتفورتي كاتبة الرواية باللغة الاسبانية، التي نشرت مؤخرا بالأرجنتين من طرف دار النشر "لاتينا أرخنتينا"، أن هذه الممارسات سبق وأن كانت مرارا محل إدانة من قبل المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان. فبالرغم من أن الأمر يتعلق برواية، تقول الكاتبة والصحفية مونتفورتي، "فإن القصة ترتكز على أحداث واقعية، وبالرغم من أنني غيرت أسماء شخصياتها بطلب منها إلا أن القصة حقيقية، والواقع أقوى من الخيال". وتتناول رواية "بيسوس دي أرينا" ، التي صدرت بإسبانيا في شتنبر الماضي، الظروف المعيشية القاسية والممارسات اللا إنسانية والعبودية التي تفرضها قيادة "البوليساريو"على ساكنة مخيمات تيندوف، لاسيما النساء اللائي يقايضن بالسلع، واللواتي يبقى مصيرهن بيد "أسيادهن" داخل هذه المخيمات، التي تحكم "البوليساريو" والمخابرات الجزائرية قبضتها عليها دون رقيب، بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي. وتدعى البطلة الرئيسية لهذه الرواية، التي تقع في 414 صفحة من القطع الكبير، "لايا "، واسمها الحقيقي "نواه " قبل أن يغيره "أسيادها " بمخيمات تندوف، وقد حكم عليها منذ السادسة من العمر أن ترزح تحت ممارسات العبودية بهذه المخيمات. وقد سبق ل"لايا "، التي تعيش حاليا في اسبانيا، أن قضت ليال مقيدة بحبل إلى سيارة، عقابا لها على عدم قيامها بأشغال منزلية. وحسب رواية مونتفورتي، التي سبق أن صدرت لها العديد من المؤلفات، فإن هذه الممارسات التي أكدها العديد من الشهود أبطال الرواية، تم التنديد بها من قبل العديد من المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، كمنظمة العفو الدولية و"هومان رايتس ووتش"، التي طالبت بدون جدوى بفتح تحقيق حول استغلال ساكنة المخيمات من السود. كما تؤكد الرواية مسئولية الجزائر عن الوضع المزري لساكنة المخيمات، مسجلة أن الهدف الرئيسي لاستقبال السلطات الجزائرية للانفصاليين ولهؤلاء السكان على ترابها هو إزعاج المغرب.