أجرت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة، اليوم الجمعة بالرباط، مباحثات مع نائب وزير الشؤون الخارجية الهنغاري، زولت نيميث تمحورت على الخصوص حول تعزيز العلاقات بين البلدين. وأوضحت بوعيدة ،في تصريح للصحافة، إثر اللقاء أن المغرب وهنغاريا تجمعهما "علاقات صداقة قوية"، خاصة وأن هنغاريا تعد بوابة نحو أوربا الشرقية وعضوا في الاتحاد الأوربي، مشيدة في نفس الآن بالعلاقات المثمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تقوت مؤخرا بفتح ممثلية تجارية لهنغاريا بالرباط وبالتبادل الثقافي والأكاديمي، مبرزة أن هذا التعاون، فضلا عن محوره الثنائي، يتبلور أيضا في شكل ثلاثي الجوانب، يشمل المغرب وهنغاريا وإفريقيا، ومتعدد الأطراف، أي على مستوى الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة. كما أن العلاقات الاقتصادية، تضيف الوزيرة، تشمل قطاعات هامة كالطاقات المتجددة والسياحة. ومن جهة أخرى، وبخصوص قضية الصحراء المغربية، ذكر بلاغ وزع على الصحافة بعد هذا الاجتماع، أن بوعيدة شددت على الجهود القوية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب بهدف التوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه وفقا للمقتضيات التي وضعها مجلس الأمن، مشيدة في نفس السياق بواقعية ونجاعة المقترح المغربي لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا. كما أبرزت الأهمية التي تكتسيها المشاورات السياسية المنتظمة سواء بين العاصمتين أو في إطار الملتقيات الدولية مع الحرص على تعزيز إدماج مختلف الفاعلين في مسلسل التعاون بين البلدين في كافة المجالات. من جانبه، أكد زولت نيميت في تصريح مماثل على الدينامية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال الثقافي، مذكرا في هذا الصدد باتفاقية الشراكة التي تم التوقيع عليها أمس بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف الفنون التزيينية لبودابست والتي تنص على ترميم وصيانة السجادات العتيقة، معتبرا أن العلاقات المغربية الهنغارية مدعوة لتتعزز أكثر في المستقبل. وأكد أن تعزيز العلاقات الثنائية من شأنه أن يتيح للمغرب مدخلا آخر لولوج الأسواق الأوروبية، معربا عن استعداد بلاده لدعم الجهود الرامية إلى تقوية علاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي. كما أشاد المسؤول الهنغاري بالإصلاحات التي يباشرها المغرب على مدى عدة سنوات وكذا بجو الاستقرار الذي ينعم به، معتبرا أن المملكة تعد "نموذجا فريدا" في هذا المجال ونموذجا يحتذى به وجديرا بأن يحظى بكل الدعم خاصة من قبل بلدان أوربا الشرقية.