تختتم يومه الجمعة، بمدينة سلا٬ فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة، الذي نظم من 16 إلى 21 يونيو الجاري، بفضاء باب مريسة، بمشاركة فرق فنية من تركيا ومصر وفلسطين وليبيا إضافة إلى المغرب . وتميزت دورة هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق٬ بتكريم روح المبدع أحمد الطيب لعلج، في الحفل الافتتاحي لهذه الدورة، وذلك بتقديم وتوقيع الإصدارات الجديدة لمؤرخ المملكة عبد الحق المريني ٬ وإقامة حفل لفن السماع يشارك فيه خمسون منشدا يؤدون لأول مرة إبداعات قام بتصنيفها وتنسيقها الفنان علي الرباحي . وعرفت فعاليات هذه الدورة، مشاركة الفرقة التركية لفنون الدراويش٬ وفرقة النيل المصرية للطقاطق والآلات الشعبية٬ وفرقة موسيقى الجوال من فلسطين التي أدت لأول مرة، بتوزيع جديد بعض روائع الأغنية المغربية إلى جانب مأثورات فلسطينية٬ وفرقة أنغام التراث من ليبيا. ومن المغرب شاركت، كل من فرقة الحضرة العيساوية، ومجموعة كورال وجوق جوهرة الراقراق، ومجموعة بوعلام الصنهاجي للفنون الجبلية، وفرقة الفن الكناوي، ومجموعة الفنان حميد القصري. ومجموعة الفنان الياسن الشرقي، ومجموعة فن عبيدات الرمى، إضافةحصة أمازيغية من أداء مجموعة أحواش الامازيغية، والفنانة عائشة تاشنويت. وتمثل الفنون المغربية الاصيلة جزءا هاما ضمن فعاليات هذه الدورة من خلال حفل للمطربة سميرة قادري ٬ والفرقة الكبرى للمديح والسماع الامازيغية ٬ والنخبة الوطنية للطرب الأندلسي والملحون. ويهدف المنظمون من وراء هذه التظاهرة إلى تجميع الفنون الأصيلة ذات الأبعاد والمقامات الروحية والإيقاعية المشتركة في فرجات متداخلة تمتزج فيها هذه الفنون في عروض تقوم على وحدة الإيقاع، وذلك من خلال المراهنة على الامتداد المغاربي والبحث في تقاطعات الفنون الأصيلة خاصة في المغرب والجزائر وليبيا. كما يطمح المنظمون إلى الارتقاء بالإنتاج المحلي من خلال إتاحة الفرصة أمام المجموعات الغنائية التي أكدت سيرها على درب البحث والابتكار دون المساس بجوهر الفن الأصيل. وحضرت "الرأي" يوم أمس الخميس (20 يونيو) المهرجان، حيث تم خلال هذه الأمسية التي قدمت فقراتها الإعلامية ريم اشماعو، تقديم مقاطع موسيقية متنوعة شملت حصصا من موسيقى طرب الآلة لفرقة أنغام التراث الليبية، وكشكول من الأغاني الشعبية المصرية، لفرقة النيل للآلات الشعبية، وكذا حصة من الموسيقى الصوفية من مستعملات الحضرة العيساوية، برعت في أدائها مجموعة الفن العيساوي، برئاسة فنان الطرب الأندلسي ياسين الشرقي. وعاش الجمهور الحاضر، الذي حج بكثافة من سلا والرباط، في اليوم ما قبل الأخير، لحضور العروض الفنية المقدمة في المهرجان، لحظات حماسية خصوصا مع الكشكول التي قدمته فرقة الحضرة العيساوية، حيث استطاعت أن تنهض الجالسين لمشاركتها، طقوس "الجدبة" (التحيار)، على إيقاعات أمداح "صلوا على النبي الحسن" و "يالمعشوقين فالنبي" و"نبينا سيد الرجال" و"أبابا يا محمد يا وقبلة المحبين"، وغيرها من الأمداح العيساوية.