عكس ما كان متوقعا من انفراج في العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة بعد الاحتقان الأخير الذي شهدته، بسبب رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى قمة أبوجا، والتي تضمنت إشارات تمس بوحدة التراب المغربي، رد عليها المغرب باستدعاء سفيره بالجزائر للتشاور، قبل أن يعيده لمزاولة مهامه بها، عادت الجزائر لمهاجمة المغرب وانتقاد انتخابه في مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأممالمتحدة. الموقف الجزائري الذي من شأنه أن يثير غضب المغرب، جاء على لسان رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لتطوير وحماية حقوق الإنسان التابعة للرئاسة الجزائرية، فاروق قسنطيني، اليوم الأحد، الذي وصف انتخاب المغرب في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "بغير المبرر وغير المناسب". هجوم المسؤول الجزائري على المغرب جاء خلال استضافته في برنامج للإذاعة الوطنية الجزائرية اليوم الأحد، حيث قال فيه "نأسف لكون دولة تمارس المتاجرة بالمخدرات كالمغرب والتي تشن حربا توسعية واستعمارية على شعب الصحراء الغربية انتخبت ضمن هذه الهيئة الأممية"، في استفزاز واضح للمغرب ووحدته الترابية وانتقاد واضح لانتخابه في مجلس حقوق الإنسان الأممي. الخرجة الإعلامية للحقوقي الجزائري في الإذاعة الرسمية الجزائرية، تأتي متزامنة مع احتفالات المغرب بعيد الاستقلال الذي يصادف 18 نونبر، ورغم تهنئة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للملك محمد السادس بالمناسبة، إلا أن كلام قسنطيني من شأنه أن ينسف كل الجهود التي عبر عنها المسؤولون الجزائريون في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، حيث يتضح أن نية جنرالات الجزائر في الاستفزاز المقصود للمغرب لا زالت سيدة الموقف. ويشار إلى أن الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة انتخبت يوم الثلاثاء الماضي 14 عضوا جديدا في مجلس حقوق الإنسان، من بينهم المغرب والجزائر والسعودية للفترة 2014-2016، ويتكون هذا المجلس من 47 عضوا موزعة على مجموعات إقليمية.